أقلامهم

أحمد الدعيج مؤكداً أن كلام عاشور صحيح : النائب صالح عاشور من الشيعة المخلصين لمذهبهم وله توجه مؤيد لجمهورية ايران

د. أحمد يوسف الدعيج
وهو كذوب!
أدلى النائب صالح عاشور بتصريح مثير قال فيه «ان الربيع الاسلامي وليس العربي هو القادم للمنطقة بدعم أمريكي ومباركة تركية، وبعد سورية لتستعد دول الخليج لملكيات دستورية على غرار هولندا والنرويج والدنمارك، ولتستعد المنطقة من الآن لحكومات شعبية منتخبة، فمن غير المقبول ان تكون الديموقراطية في جميع الدول العربية والعالم أجمع وتظل دول الخليج بدون تغيير». تصريح النائب عاشور على قدر كبير من الأهمية وفيه الكثير من الوقائع والحقائق، لو كنت أستاذا في قسم العلوم السياسية أو في قسم الاعلام بجامعة الكويت لقمت بمناقشة تصريح النائب عاشور مناقشة مستفيضة مع الطلبة والطالبات لما له من أهمية وواقعية لا تعجب الكثيرين.تصريح النائب عاشور ينطبق عليه قول «الصراخ على قدر الألم» فصالح عاشور الذي يدرك مدى المأزق الواقع فيه النظام السوري بسبب تكالب معظم دول العالم عليه بسبب جرائمه الشنيعة في حق شعبه ما سوف يؤدي الى الانهيار الحتمي لهذا النظام(المجرم من وجهة نظرنا وربعنا والمظلوم من وجهة نظر النائب عاشور وربعه) صرح بهذا التصريح المثير من حر ما في قلبه ووجدانه وكيانه.
نظرا لأهمية ما جاء في تصريح النائب صالح عاشور فسوف أقوم بصفتي كاتب رأي بمناقشة بعض مما جاء فيه من وجهة نظري الخاصة، بداية أقول: النائب صالح عاشور من الشيعة المخلصين لمذهبهم وله توجه مؤيد لجمهورية ايران الاسلامية بصفتها زعيمة العالم الشيعي مثلما هو حال الكثير من الأخوة السلفيين من المواطنين الكويتيين بمن في ذلك بعض نواب البرلمان الذين يؤيدون توجهات المملكة العربية السعودية الشقيقة زعيمة المعتقد السلفي في العالم، وعلى ذلك فان ما يحدث في سورية الشقيقة أقوى حلفاء ايران والداعمة القوية لحزب الله في لبنان الذراع القوية لايران في المنطقة يؤرق كثيرا النائب صالح عاشور ومن هم على معتقده السياسي الموالي لايران، وكما هو معلوم للكثيرين فانه عندما يضيق الخناق على النظام البعثي النصيري(النصيرية من فرق الشيعة) في سورية فان وضع حزب الله في لبنان سيتضعضع وبذلك تفقد ايران حليفين قويين في المنطقة العربية ولا يتبقى لها الا حلفاؤها الشيعة في العراق الذي لم تستقر أوضاعه الى هذه اللحظة.
أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 روجت لفكرة الشرق الأوسط الجديد، لم تستطع في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش ووزيرة خارجيته النشطة د.كوندوليزا رايس من تنفيذ ذلك المخطط، واعتقد الأمريكان في عهد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما بأن الظروف خدمتهم بعد حادثة «البوعزيزي» في تونس، ولكنهم سرعان ما اكتشفوا بأن الربيع العربي ما هو في حقيقة الأمر الا ربيع اسلامي (أو على رأي الكاتب الراحل محمد مساعد الصالح يرحمه الله- لو كان بيننا اليوم- ربيع يقوده المتأسلمون) ولكن أمريكا بعد ذلك، وتحت ضغط الأمر الواقع، أعلنت ألا شيء يمنع تعاونها مع الاخوان المسلمين لو وصلوا الى السلطة في مصر، تركيا التي تحاول جاهدة منذ عقود طويلة الانضمام للمنظومة الأوروبية تريد ان تقدم خدمة للغرب وعلى رأسها أمريكا (أمريكا تدعم بقوة انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي) تتمثل في التدخل في شؤون بعض الدول العربية لعل وعسى ان تحظى بعضوية الاتحاد الأوروبي (طبقا لآراء الكثير من الاقتصاديين يعاني الاقتصاد التركي من أزمة كبيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ويتمثل ذلك في ارتفاع أسعار الفائدة وكذلك تدهور سعر صرف الليرة التركية).
قال النائب صالح عاشور لتستعد دول الخليج لملكيات دستورية على غرار هولندا والنرويج والدنمارك، ولتستعد المنطقة من الآن لحكومات شعبية منتخبة، وكلام النائب عاشور صحيح %100 حتى وان لم يعجب الكثيرين، فالملكيات الدستورية في دول الخليج قادمة لا محالة والحكومات الشعبية المنتخبة على الأبواب، بل لا أكون مبالغا لو قلت بأن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أي في خلال التسع سنوات القادمة سوف تشهد حكومات دول مجلس التعاون الخليجي ملكيات دستورية وحكومات شعبية منتخبة ومن مصلحة حكومات دول الخليج ان تستعد لهذا الأمر خاصة دولة قطر الشقيقة التي تدس أنفها في كل مكان في العالم العربي ما يعتبر تدخلا سافرا في شؤون تلك الدول، ودولة قطر الشقيقة التي ترفع لواء الديموقراطية هي أبعد دول العالم العربي عن الديموقراطية وحسب علمي المتواضع لا أعتقد ان عملية انتخاب المجالس متطورة في دولة قطر الشقيقة مثلما هو الحال في الكثير من الدول العربية، لا أدري ما هو رأي الحكومة القطرية الشقيقة لو حاولت دولة، أو دول عربية أخرى ان تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة قطر؟ الشقيقة قطر عن طريق قناة «الجزيرة» وكذلك باستخدامها وسائل أخرى تتدخل بصورة سافرة في الشؤون الداخلية للكثير من الدول العربية البعيدة والقريبة، الأجهزة المعنية في تلك الدول تعرف ذلك ولكن لم يحن أوان كشف هذه التدخلات القطرية بعد والرد عليها، وان غدا لناظره قريب.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.