محمد عبدالقادر الجاسم
الحضر والبدو يا عقالنا
خلال أيام الاحتجاج على اعتقال الشباب، تكونت ثقافة احتجاجية جديدة لم تكن الكويت تعرفها.. تكونت بالصدفة من دون ترتيب مسبق. كانت اجتماعات قصر العدل من دون قيادة واضحة، بل كانت أقرب إلى الاجتهادات الفردية.. فكرة من هنا وأخرى من هناك.. تسيد العمل الجماعي.. غابت الرغبة في البروز وحصد المكاسب الشخصية.. استلم الجمهور زمام المبادرة فارتبكت السلطة.. اختزلنا الكلمات والخطابات وحل محلها العمل الجاد. كانت قضيتنا إنسانية سياسية، فحصلت على التعاطف الذي تستحقه.. على رصيف مواقف قصر العدل اجتمعنا، كان يجمعنا حب الوطن فغابت المصالح الشخصية.. كان هناك تكامل بين جهود الشباب وجهود النواب، فلم تتمكن السلطة من تحقيق مقاصدها وأهدافها.. كان التوافد إلى ساحة العدل يبدأ قبيل الخامسة عصرا وينتهي بعد السادسة صباح اليوم التالي بلا تعب ولا ملل.. ابتكر الشباب أكثر من طريقة تساعد على مرور الوقت وتحافظ على زخم الحضور.. على الرصيف عقدت حلقات نقاشية.. الدكتور غانم النجار ينتحي جانبا مع مجموعة.. الدكتور عبيد الوسمي مع مجموعة أخرى.. النواب يثرون النقاش في هذه الزاوية أو تلك.. يذهبون لقضاء التزاماتهم ثم يعودون.. باختصار اعتقال الشباب كان الحدث الذي احتاجته الكويت، لقد فرقنا إعلام السلطة فجمعنا رصيف العدل!
ومن أجمل الأنشطة التي شاهدتها في ساحة العدل، كان «فن الرزيف»، حين صدحت حناجر الشباب بكلمات الشاعر فيصل الحشة العجمي التي قال فيها:
يا سلامي على من تونا
يا رجال(ن) شالوا هم الوطن
نحمد الله يوم ذا طبعنا
(إ) نتوحد في حزات المحن
ما يفرقنا كذب إعلامنا
أقصد إعلامنا مدفوع الثمن
الحضر والبدو يا عقالنا
ما تفرقنا ثارات الدخن
أضف تعليق