أفواه وأرانب أحمد الفهد
مشعل الفراج الظفيري
غريب عجيب أمرك يا ولد راعي الحرشا فأنت تريد الوصول إلى كرسي رئاسة مجلس الوزراء بسرعة البرق، فبعد خروج الشيخ ناصر المحمد من رئاسة مجلس الوزراء بسبب قوة رياح المعارضة الشبابية، والتي صاحبتها بعض الوجوه المتلونة من نواب الأمة، التي حاولت اقتناص نجاحات كتلة المعارضة، فنجحت هي الأخرى لأن منهم من أعطى الثقة للشيخ ناصر المحمد عندما ضرب النواب والمواطنين في ديوان الحربش، وذلك بسبب وجود الشيخ أحمد الفهد في التشكيلة الوزارية، وما عليكم سوى الرجوع إلى مضابط جلسات مجلس الأمة لتميزوا الخبيث من الطيب…
اليوم يتعرض رئيس الوزراء الجديد إلى سيل عارم من الهجوم وذلك بالرجوع إلى أمور شخصية وتاريخية لا تمت للحقيقة بصلة، وأظرف ما قرأت لصاحب الميزان، الذي وضع في أسفل ميزانه عجينه فأخسر الميزان، عندما قال ان الشيخ جابر المبارك لا يتمتع بقبول أو تأييد لدى غالبية الكتل النيابية، وهنا أود طرح سؤال عليه، وعلى فرقة حسب الله حسب وصفه لها لأنه كما يبدو لي صار أحد أعضائها… لما قدم النائب ضيف الله أبو رميه استجوابه للشيخ جابر المبارك، هل وجد عشرة أسماء لتقديم طلب طرح الثقة؟! وهذا يعطينا دلالة واضحة على أن الرجل يتمتع بعلاقة جيدة مع جميع الكتل.
وجميل هو تكتيك جماعة الإسطبل لما ركنوا النائب أبو رميه على دكة الاحتياط، وانزلوا مكانه النائب شعيب المويزري لتمتعه باللياقة السياسية حتى لا ينكشف أمرهم وسوء صنيعهم بينما هم مكشوفون للجميع، ويريدون بالفعل الوصول بنا إلى أزمة حقيقية قد تهدد مستقبلهم كأبناء للأسرة الحاكمة.
إنني لا أدافع عن الشيخ جابر المبارك بقدر ما أريد إيصال الحقيقة لأهل الكويت حتى يعرفوا كيف تدار البلد من الصفوف الأمامية والخلفية ليحاول البعض تحقيق طموحاته على حساب الوطن، وما يزعجني أن هؤلاء يحظون برعاية كريمة من بعض كبار الأسرة الذين فضلوا الهروب على تحمل المسؤولية الوطنية، ولا أخفيكم سراً إذا قلت ان كل حدث سلبي هو من تدبيرهم للوصول إلى ما يريدون تحقيقه من أهداف تتناقض مع الدستور… فهم يفضلون تعليقه والعمل بعيداً عنه.
أما السياسيون فهم أصحاب أجندات خاصة بلا شك، وقد أشرت في مقالات سابقة لأهدافهم المتمثلة في تشكيل الأحزاب وتحويل الكويت إلى دائرة واحدة ورئيس وزراء شعبي، وهذا هو قمة النمو السياسي في أي بلد ولكنه في واقعنا السياسي الكويتي قد يحول البلد إلى حلبة مصارعة سياسية يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، وما تشهده الساحة السياسية اليوم من غمز ولمز طائفي يتطلب تدخلاً سريعا من مراكز القرار، وخصوصاً جهاز الأمن الوطني، حتى نحمي المجتمع من الانجرار وراءهم وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
إضاءة: الشيخ أحمد الفهد صاحب مشروع انفتاحي وديموقراطي «ورقي» من الطراز الأول، وهو دائماً ما يلعب بالبيضة والحجر للوصول إلى ما يريد من أهداف، وليعلم أن أصحابه ومفاتيحه السياسيين هم كالبيض ما أن تمسك أطرافها إلا وتحس بصلابتها، ولكنك عندما تمسكها من الوسط فهي سهلة الكسر، أما بيض النعام الالكتروني وبعض المتخفين بشعار الوطنية وحماة الدستور فإن الشعب قادر على تحطيمهم في المقبل من الأيام.
أضف تعليق