ناصر المطيري
نوائب النائبات!
عندما فازت أربع سيدات كويتيات بعضوية مجلس الأمة كان ذلك حدثا فارقا في الحياة السياسية في الكويت استقطب اهتمام وسائل الاعلام العالمية واحتفت الكويت بهذا الحدث، وجذبت النائبات الأربع كل الأضواء الاعلامية وتصدرن الصفحات الأولى من الصحف، فتعلقت الآمال الشعبية باحدات تغيير برلماني في الأداء والنهج وبعد أن «تكحلت» العيون برؤية النساء على مقاعد البرلمان أنشد بعض أنصار المرأة قصائد الغزل السياسي في المرأة النائب مالم ينشده قيس بليلى!..
لم تمض أسابيع قليلة على تجربة المرأة النيابية منذ عام 2009 حتى بدأت الصورة البراقة للمرأة «النائبة» تخفت، وبدأت الخيبة تحل في النفوس بدلا من الأمل.. فكانت المواقف محكا حقيقيا للنائبات اللاتي ارتمين في أحضان الحكومة وبالمقابل وجدت حكومتنا الأحضان الدافئة المؤيدة لها من قبل «الدكتورات الأربع»..
ولأنهن أكاديميات وسيدات مجتمع ولبعضهن تاريخ مشجع في الشأن السياسي وتصريحات رنانة الا أن ذلك كله تلاشى الا القليل، فقد ساد الانطباع السلبي عن الدور البرلماني النسائي الذي برز بقوة في خندق الدفاع عن الحكومة فقط، وتبرير أخطائها والتغاضي عن تجاوزاتها، حتى بدت صورتهن وكأنهن «ضرائر» وهن يتنافسن من أجل الاستحواذ على رضى واعجاب الزوج «سي السيد الحكومي».
لم تكن تجربة المرأة الكويتية في مجلس الأمة «معصومة» من الأخطاء الفادحة والتهاون عن تلبية المطالب الشعبية، بل ان العديد من التصريحات لبعض النائبات كانت تمثل مجالا للتندر «والسلوى» والسخرية في الدوانيات وبين الأوساط السياسية والاعلامية لأن بعض النساء يرفضن بطبعهن «تسييس السياسة».
ولأنهن أربع «قوارير» في مجلس ذكوري فقد شهد لهن الجميع بصفة التقوى و«غض البصر» عن أخطاء الحكومة وتجاوزاتها في كثير من القضايا ولم تشهد قاعة عبدالله السالم تصويتا نسائيا ضد الحكومة في الاستجوابات التي قدمت، الا بعض تصويتات «أسيل» التي حاولت في السنة الأخيرة من عمر البرلمان أن «تنشر الغسيل» الحكومي ومع ذلك لم تكن مواقفها «ناشفة» بالقدر الكافي..
هذه التجربة «للنموذج الأول» من النساء في مجلس الأمة شكلت ضربة للمرأة الكويتية التي فرحت بنيل حقها السياسي ولكن بعد هذا الفرح «ملأتلهاش مطرح»، لذلك نعتقد أن المرأة الكويتية لن تجد لها مطرحا في الانتخابات القادمة وسيكون مجلسنا «ذكوريا خشنا» بعد أن «ذابت» الممارسة الديموقراطية من المواقف الأنثوية الناعمة في البرلمان وتحولت بعض النائبات الى «نوائب».
أضف تعليق