عبدالعزيز صباح الفضلي
هل 2011 سنة «الإخوان»؟
شهد عام 2011 تغييرات كبيرة في عالمنا العربي، أنتجت سقوط حكومات وزعماء، كان يظن البعض أنه لن يزيلها من كراسيها إلا الموت. هذه التغييرات هي نتيجة لثورات قامت بها الشعوب ضد الأنظمة القمعية، وقد شارك «الإخوان» في تلك الثورات كأحد مكونات تلك المجتمعات. وكان من ثمرات تلك الثورات عودة الحرية للشعوب في اختيار من يمثلها في المجالس النيابية ومن ثم بتشكيل الحكومة.
وقد أظهرت النتائج تقدم الإسلاميين في كثير من الدول كما في المغرب وتونس ومصر وفي مقدمتهم «الإخوان»، هذه النتائج التي أغضبت الكثيرين، دفعت البعض منهم إلى مهاجمتها، إما بالتشكيك فيها من خلال الطعن في نزاهتها أو التلاعب فيها أو بالهجوم على الناخبين واتهامهم بضعف الوعي الانتخابي، أو الانخداع بالدعايات التي تدغدغ مشاعر التدين عند الناس. أو باستخدام أسلوب التخويف والترهيب من هذا المد الإسلامي الذي سيؤدي بزعمهم إلى تقييد الحريات، وإقصاء المخالفين، وإقامة الحدود، وقطع أيدي السارقين.
ونقول لكل طاعن أو مفتر، إن اختيار الصوت الإسلامي ليس بغريب على الشعوب العربية، لأن غالبيتها تدين بالاسلام، وتعلم أنه لن يكون هناك منهج أصلح من منهج رب العالمين.
ثانيا لقد جرب الناس القوميين والعلمانيين والشيوعيين، ولم تزدد أحوالهم إلا سوءا، فلم يبق أمامهم سوى اختيار من جعلوا الاسلام شرعة ومنهجا.
ثالثا لم يكن الإسلاميون بعيدين عن الناس ولم يكونوا في أبراج عاجية، بل شاركوهم في آلامهم وأحزانهم، وكانوا من أسرع الناس عونا في الكوارث والأزمات، لذلك كانت النتائج ثمرة لتلك الجهود.
إن تحقيق «الإخوان» لهذا التفوق في الانتخابات، ووصولهم إلى رئاسة الحكومة في تونس والمغرب، إنما هو ثمرة دعوة مباركة ابتدأها الإمام حسن البنا، عندما أسس الجماعة عام 1928، وحرص أن تسير وفق المنهج النبوي الذي يرى التدرج في التغيير ومراعاة أحوال الناس، وعدم استعجال تحقيق نتائج آنية قد تؤدي إلى القضاء على الدعوة، مقتديا في ذلك بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي بقي في مكة 13 عاما فلم يعرف أنه هدم صنما برغم وجود 360 منها حول الكعبة، لكنه بعد الفتح لم يبق منها صنم واحد.
لذلك كان البعض ينتقد دعوة «الإخوان» السلمية المعتدلة أنها وبرغم مرور أكثر من 80 عاما لم تغير نظاما أو تزيح طاغية، فكانت التغييرات التي شهدتها الساحة العربية خير جواب على ذلك.
الكويت و«الإخوان»
الحراك السياسي المحلي كان من أكبر المشاركين فيه أبناء الحركة الدستورية وهم الذين يحملون فكر «الإخوان»، وكانت تحركاتهم ونشاطهم وتواجدهم في ساحة الإرادة أمرا ملحوظا لا يخفى على أحد ما أكسبهم مزيدا من الشعبية بين أفراد المجتمع، هذا النجاح يحاول البعض التقليل منه أو التشكيك فيه، ويحاولون الانتقاص من أصحابه، ومما أود التذكير به، أن أبناء الحركة الدستورية هم أبناء الكويت، والذين كانت ولاتزال خدماتهم للوطن لا تخفى على أحد في مختلف الميادين التربوية والخيرية والاجتماعية، ويكفي أن نتذكر دورهم المشرف أيام الغزو العراقي، وكذلك دور العم أبو بدر عبدالله العلي المطوع في انجاح مؤتمر جدة، ولم يكن لأبناء الحركة أي ولاء خارجي، وإنما ولاؤهم لهذا البلد الذي ولدوا فيه وأكلوا من خيراته.
هناك هجمة غير طبيعية على الحركة الدستورية ورموزها، وسيزداد هذا الهجوم في حال حل مجلس الأمة، وقرب الانتخابات، وإن كنت لا أستغرب الهجوم على الحركة من قنوات الإعلام الفاسد الذين آلم أصحابها سقوط الحكومة السابقة، لما بينهم من مصالح مشتركة، إلا أنني سأتعجب من هجوم بعض قنوات المعارضة إن هي انساقت وراء مصالح انتخابية، فتكون قد مزقت الوحدة التي تحققت في ساحة الإرادة، والتي اجتمع الناس فيها من أجل مصلحة الوطن ومحاربة الفساد وأهله.
أضف تعليق