12 ديسمبر لنصرة المظلوم
محمد مساعد الدوسري
في يوم الاثنين المقبل بتاريخ 12 من الشهر الحالي، يُحاكم 48 رجلا من فئة عديمي الجنسية “البدون”، وذلك على خلفية مشاركتهم في مسيرات شبابية خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، وهي المسيرات التي طالبت بإنهاء مأساة فئة عديمي الجنسية الموجودين في الكويت منذ عقود طويلة مضت، ولم تجد لها حلا حتى الآن، سوى ولادة اللجنة تلو اللجنة لمعالجة قضيتهم التي يبدو أن هناك من يعتاش على بقائها على حالها.
هل يعقل أن يحاكم 48 رجلا لمجرد أنهم رفعوا صوتهم وقالوا أنهم بشر يستحقون معاملة تليق بهم كبشر؟، هل غابت الرحمة عن الدولة في قضيتهم التي لا يصبر عليها أي إنسان سوي؟، هل وفرنا لهم الحياة الكريمة ومنحنا من يستحق منهم الجنسية حتى نقوم بمحاكمتهم بعد انتفاء الأسباب؟، والله إن ما يتم ارتكابه بحق هؤلاء البشر لهو أمر مشين وغير إنساني سنحاسب عليه يوم القيامة إن لم نحاسب عليه ونعاقب على إثره في الدنيا.
إن تعامل الدولة غير الإنساني مع عديمي الجنسية، والتردد في معالجة قضيتهم بل وتركها لعقود بلا أي حلول مرضية، هو الأمر الذي يجب أن يحاكم بناء عليه من تسبب في ذلك لا البدون، فالمحاكمة اليوم يجب أن تطال من تعامل مع هؤلاء البشر بطرق غير إنسانية ومن عاقبهم وضيق عليهم محاولة منه لتطفيشهم، علما أن ما دب في أوساط هذه الفئة من أمراض اجتماعية تقع مسؤوليته المباشرة على الدولة والنظام، وأرواح من انتحر منهم أو وقع ضحية المخدرات ومات سوف تساءل عديمي القلب الذين تعاملوا معهم بفوقية وعنجهية.
صمت منظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى السياسية والشبابية هو صمت مستهجن ومثير للغثيان أمام هذه القضية الإنسانية، فما يجري للبدون وخصوصا من ستتم محاكمتهم يوم الإثنين المقبل هو أمر خارج حدود الإنسانية والحقوق الطبيعية للبشر، علما أنه لم يتم تناول هذه القضية إلا من قبل التيار التقدمي الذي يجب أن يشكر على ذلك، ويجب أن يتحرك بناء على إيمانه بعدالة قضية الشباب من البدون، وعلى النواب أن يتحركوا نصرة للمظلوم، وأولهم نواب المعارضة ممن سرنا خلفهم طوال المدة الماضية بلا تشكيك فيهم أو مساءلة، فهم من وقع عليهم الحيف فترة من الزمن ويفترض بهم أن يعوا مرارة ما يجري للشباب من البدون في محاكمتهم يوم الإثنين المقبل.
أضف تعليق