نبيل الفضل
شرخ… ويوكن اسود
هناك شرخ كبير حدث على الساحة في الكويت، ولا نعني بذلك الساحة السياسية، فالساحة السياسية في أي بلد ساحة مد وجزر، ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك. ولكننا نتحدث عن ساحة الاخلاق والقيم وساحة المنطق الذي يسترشد به الناس.
نحن لا نشكك للحظة بحب صاحب السمو الأمير للكويت وابنائها اجمعين، كما لا نشكك بعظيم خبرته وعمق حكمته. ولا يراودنا أي شك في ان سموه ظل ولايزال وسيستمر يعمل ويجتهد في سبيل رفعة الكويت واجيالها.
مع ذلك فان الشرخ الذي اصاب قناعات الناس وهز من معتقداتهم وولاءاتهم شرخ مشاهد و مستشعر من قبل الكل.
فان يصرح الرئيس جاسم الخرافي للصحافة – ولو تلميحا – بعدم دستورية قسم رئيس الوزراء منفردا امام سمو الامير، وبهلامية المرتكز الدستوري في حل مجلس الامة عبر كتاب رفعته حكومة لم يقسم اعضاؤها امام سمو الامير وليس فيها نائب محلل.
ان يصرح الخرافي بذلك، وبغض النظر عن دقة الدستورية في الحدثين، فان الناس تستشعر بالتغير الكبير الذي حدث لجاسم الخرافي لا كرئيس لمجلس الامة، ولكن كرجل مقرب من الحكم وله تاريخ مشهود بولائه للحكم وعمله من اجل شد ازره.
فما الشرخ الذي أصاب ذلك التاريخ الطويل من التعاون؟!
وأن يقول مدافع عن الحكم في مقام السيد حسين القلاف، بأن «من لا يحسبنا رأس مال لا نحسبه ذخر» فإن المقصود هنا لا يمكن أن يكون أحمد السعدون أو جبهته المعارضة لكل شيء وعلى أي شيء.
اليوم الشعور العام في الشارع عند الموالين والمتمسكين بالحكم هو أن من يقف مع الحكم ويدعم حكومته يلقى جزاء سنمار ويهمش ويترك للضباع تنهش لحمه!. في حين أن من يعادي النظام ويعلن عصيانه ويقل أدبه فإنه يستقبل استقبال الأبطال ويحتفى به احتفاء لا يليق إلا بالكبراء، ويحصل على أكثر مما يتمنى.
بل إن الشعور العام أصبح اليوم يتوجس، ان لم نقل يوقن، بأن الدولة ستنصاع لأمر وهوى رؤوس العصيان لدرجة ان احتمال حفظ القضايا، عمن اقتحم مجلس الأمة بسفالة غير مسبوقة، احتمال وارد جداً.
وبعض المحللين يرون أن رؤوس العصيان لا يريدون الانقلاب أو الاستيلاء ما داموا متمكنين من إدارة الحكم من خارجه، كما كان يحدث مع خلفاء بني العباس في آخر أيام دولتهم.
ولعلها مفارقة محزنة أن يمارس الحكم عندنا كل اخطاء بني أمية ثم يتجه وجهة بني العباس!.
ونحن نقول للكل ضعوا ثقتكم بالله الحافظ، والتزموا الطاعة والولاء لأمير الكويت مهما اختلفت الرؤى وخيم الإحباط، وتذكروا بأن هناك دائماً «حظ عنوز».
< الخدمة الاخبارية وطن نيوز نقلت تصريحاً لمسلم البراك يقول فيه «املك أدلة تفصيلية على حجم المبالغ المودعة وتواريخها واسماء المستفيدين منها – النواب القبيضة-»!!
ونحن نقول ان صدق مسلم في تصريحه فسرية الحسابات المصرفية في الكويت كشرف الداعرة، وتفاصيل الحسابات البنكية برسم البيع او الاهداء لمن يشاء العاملون بها. ويجب ان نحاسب المسؤولين عن ذلك. أو ننصح الناس بتحويل حساباتهم الى بنوك اجنبية في الكويت.
وان كذب في تصريحه، – وهو ما نأمله – فليست هي المرة الأولى ولن تكون الاخيرة.
< حجزت محكمة الجنايات دعوى تعذيب وقتل المرحوم محمد الميموني إلى جلسة 17 يناير للحكم.
ولاحظنا مما نشر في الصحف أن ما تم تناوله هو مذكرات الدفاع عن المتهمين بقتل الميموني وحججهم لمحاولة تخفيف الحكم المتوقع عليهم (عالم اليوم – عدد الأمس) ولم تتناول المحكمة أو مذكرات الدفاع من قريب أو من بعيد حكاية اليوكن الأسود وصاحب اليوكن الذي ما فتئ مسلم البراك يتحدث عنه!!.
وهذا يدفع أي ذي عقل الى التساؤل: لو كانت قصة اليوكن الأسود وراعيه حقيقية وبهذه الأهمية لما حجزت المحكمة القضية للحكم دون فك طلاسم هذا الجزء المهم من الجريمة.
مسلم البراك يصرخ ليل نهار ويبكي في الجلسات مستذكراً راعي اليوكن الأسود وأفعاله السوداء بسواد سيارته!. وتكلم عن هتك أعراض وتهديد وبول.. واهتز بدنه ودمعت عيناه، لكنه لم يذكر اسماً ولم يشر أي إشارة يمكن منها أن نعرف من هو المقصود؟
ولو كان من يثير حكاية اليوكن غير مسلم البراك لقلنا إنه خاف من صاحب اليوكن ان كان شيخاً.. مثلا، ولكن تاريخ مسلم البراك يشير الى أنه لا يخاف من الشيوخ أبداً. بل إنه يستمتع في تحديهم وإثبات فحولته (…..) تجاههم.
وهنا نتساءل من جديد: يا مسلم البراك، صاحب السمو الأمير عندما قال أعينوني شفنا فعايلك بعدها؟ وأنت الذي ما تركت شيخاً بحاله، لا جابر الخالد ولا أحمد العبدالله ولا صباح المحمد ولا علي الخليفة ولا أحمد الحمود ولا جابر المبارك ولا محمد الصباح، وطبعاً قبل الجميع سمو الشيخ ناصر المحمد، بل حتى ذرية مبارك الكبير لم تسلم منك ومن تهديداتك لها، فلماذا توقفت فقط عند الشيخ راعي اليوكن الأسود؟؟ هل جبنت عن التصريح باسمه وتقديمه للعدالة لينال جزاءه على ما اقترفته يداه من أفعال سوداء؟!
دم الميموني برقبتك يا مسلم البراك قبل ما يكون برقبة أي احد من المتهمين الذين تم حجز قضيتهم للحكم في 17 يناير.
أكمل فحولتك الرجولية.. واعلنها بصريح العبارة.. من هو راعي اليوكن الأسود الذي نرجو ألا يكون مصيره مصير الشفر البيضاء ذات اللوحة التي تحمل رقماً ثلاثياً، والتي سمعنا عنها منك ومن معزبك السعدون، وبحثنا عنها في كل الشوارع في التسعينات.. ومازلنا نبحث عنها في.. سكراب أمغرة!
أعزاءنا
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهمِ
وعادى محبيه بقول عدائه
واصبح في ليل من الشك مظلمِ
رحم الله ابا الطيب
أضف تعليق