بدر خالد البحر
ذكرى جرائم «مغنية» وحزب الله
نجيب أحمد الرفاعي كان واقفا في عام 1983 أمام السفارة الأميركية بتاريخ الثاني عشر من ديسمبر، الذي يصادف غدا، ينتظر دوره للدخول إلى مبنى السفارة للحصول على فيزا للسفر لنيل شهادة الدكتوراه، تواجد نجيب بالمصادفة في الساعة نفسها التي حددها رئيس عصابة إرهابية اسمه عماد لتفجير السفارة، حدد الوقت بينما كان جالساً يحتسي الشاي كعادته، عندما يريد تنفيذ جريمه أو بعد تنفيذها، حدث الانفجار وظل نجيب رحمه الله يصارع الموت في غيبوبة لأكثر من شهر حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
ففي ذلك اليوم الذي يصادف غدا ذكراه الثامنة والعشرون، حدثت ستة تفجيرات في مواقع أخرى منها السفارة الفرنسية، وبرج المراقبة في مطار الكويت الدولي، ومصفاة نفط أيضا، حيث قتل في تلك الأحداث ستة وثلاثون شخصاً، وقد أعلنت المسؤولية عنها جماعة الجهاد الإسلامي المرتبطة بإيران وحزب الله التي كان عماد مغنية المسؤول الرئيسي فيها، بعد أن عينته إيران قائدا للجناح العسكري، والذي كان حتى مقتله يحمل جواز سفر دبلوماسياً إيرانياً باسم سيد مهدي هاشمي. وعلى إثر تلك التفجيرات الستة اعتقلت الكويت سبعة عشر متهما، مما جعل جماعة مغنية ينفذون عدة عمليات إرهابية للضغط على الكويت لإطلاق سراحهم، كان منها اختطاف طائرة الكويتية «كاظمة» عام 1984 وإنزالها في إيران وقتل أميركيين، والتي مرت ذكراها الأحد الماضي، ثم محاولة اغتيال الأمير الراحل جابر الأحمد في مايو 1985، ثم اختطاف طائرة الكويتية (الجابرية) في أبريل 1988 التي قتل فيها المجرم مغنية كويتيين بدم بارد هما: عبدالله الخالدي وخالد إسماعيل رحمهما الله، وكعادته طلب من المضيف كأسا من الشاي بعد قتله للخالدي مباشرة.
ولعل ذكرى المصائب لا تأتينا فرادى، فبعد ثلاثة أيام أي في الرابع عشر من ديسمبر ستمر الذكرى الثالثة للاستقالة الثالثة للحكومة السابقة عام 2008 إثر هروبها من الاستجواب لمسؤوليتها عن فضيحة دخول رجل دين إيراني متهم بجريمة سب الصحابة، بالرغم من وجود قيد أمني عليه.
نحن سنظل نذكر بالتاريخ لأن له وتيرة في إعادة نفسه.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
أضف تعليق