ظهور اليوتيوب والتويتر والقنوات الإعلامية والبرامج السياسية والحركات الشبابية والمظاهرات والاعتصامات على مدى سنتين وأكثر، كان كفيلآ بتصفية مرشّحي المستقبل، فالوجوه المرشّحة الجديدة التي كانت تتعذّر بأنه ” لم يتح لها المجال لدخول المجلس والتعبير عن مواقفها ” ضعفت حجتها بل أصبحت غبيّة .. لأن المواقف لم تعد تقتصر على مبنى مجلس الأمة أو صفة ” النائب ” بل اتضح أن المواقف صار من الممكن اتخاذها خارج قبة البرلمان وبأسامي مجرّدة لا تحمل صفة ” النائب “.. فالشارع وساحة الإرادة والتـويتـر وأروقة المحاكم.. كانت كفيـلة بأن تكون أرضآ خصبة ً تتضح فيها مواقف النوّاب ” المستقبليين ” .
مثال على ذلك: محمد منور، خالد الفضاله، حمد المطر، عبيد الوسمي، أحمد الذايدي، ثقل العجمي، فيصل اليحيى، علي السند.. إلــخ .. أسماء كثيرة ظهرت مواقفها من دون أن تدخل مجلس الأمة، هذه كانت مقدّمة لا بد منها :-
الفرعيّة: هي انتخابات مصغّرة يصوّت فيها أربعون ألف مواطن أو أكثر يجمعهم الدم فقط ” ليس حرفيآ ” أو بمعنى آخر تجمعهم فقط ” قبيلة “.. الناتج من هذه الانتخابات ” أربعـة نوّاب “.. ليـش أربعة! لأن كل مواطن لا يستطيع التصويت إلا لأربعة رجال فقط .. ولماذا نصوّت بالفرعيّة أصلآ؟ لكي نتأكد من أن هناك أربعة نوّاب سيخرجون من القبيلة.. ولماذا نريد التأكد من أن أربعة نواب سيمثلون القبيلة!!!
حتى يكون هناك ” سند ” للقبيلة بالمجلس ينقل صوتها، وكذلك حتى يكون هناك نوّاب ” يسهلّوا ” معاملات أبناء القبيلة .. وهذه الأسباب تعني بصيغة أخرى أن القبيلة مفصولة عن الدولة، وكذلك تعني أن القبيلة مفصولة عن القبائل والمذاهب الأخرى وبالتالي لا وجود لمواطنة حقيقية تسمو فوق القبيلة والمذهب.. فتصبـح ” الوحدة الوطنية ” كلمة جميلة باللسان ، لكنها على أرض الواقع قبيحة يحاربها كل من يروّج للفرعيات.. فالوحدة الوطنية يجب أن تكون معنا دائمآ .. وأن لا تنسى بسراديب الفرعيّات وأمام صناديق الاقتراع .. الفرعيّة قبل سقوط ناصر المحمد اختلفت عن الفرعيّة بعد سقوط ناصر المحمد.. لماذا؟! بعيدآ عن الناحية القانونية وتجريمها وبالتالي تعريض منتجاتها في المجلس القادم لإسقاط عضويتهم.. لن أتناول الشق القانوني لأني لست أهلآ للحديث عنه.. لكن هناك شيء تغير.. وهو ” الفكر”.. طوال سنتين كان الشاب الكويتي ينادي بوحدة وطنيـّة تجمع الجميع تحت مظلّة واحدة وهي الوطن.. وقد ذاق الشباب الأمرّين من محاولات شق الوحدة الوطنية ودائمآ ما كانوا يعتبرون شق الوحدة الوطنية شكل من أشكال الفساد.. فكيـف تنهـى عن شيء يا أيها ” الفرعاوي ” وتأتي بمثـله!!
أمر آخر أن عقلية ” نائب الخدمات ” انتهت .. أبناء القبائل بالذات عرفوا عن طريق الواقع أن نائب الخدمات.. ممكن أن يبيع كرامتهم بنص دينار .. فهم الآن اتعضوا من الدرس وأصبحوا يبحثون عن نائب ” الموقف ” لا الخدمة.. ونائب الموقف ” لا يحتاج إلى فرعيّة لإيجاده “.. سنتين وأكثر كانت كفيلة بأن يعرف الجميع من هم نوّاب الموقف وهم كثر..
ختامًا:
من يطالب بوحدة وطنية، فليحققها بالانتخابات ويصوّت لابن الوطن لا ابن القبيلة.
صـاهود المطيـري
@SahoudF
أضف تعليق