سافر 12 طبيباً من أبرز خبراء القلب في الكويت إلى دبي مؤخرا لحضور الاجتماع التحضيري لانطلاق دراسة Gulf COAST وذلك يعني “ساحل الخليج”، واتخاذ القرارات حول الخطط والجداول الزمنية لبدء الدراسة التي تعد الأولى من نوعها التي تعنى بمتابعة مواطني دول الخليج الذين تم تشخيصهم بمرض متلازمة الشريان التاجي الحادة. تحت إشراف جامعة الكويت ، ستشمل الدراسة متابعة وتقييم المرض، وعوامل الخطر الرئيسية، والعلاجات المقدمة للمرضى الذين يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة، وهي حالة متقدمة من مرض القلب، في أربع دول خليجية.
وقال البروفيسور محمد زبيد، أستاذ الطب في جامعة الكويت، ورئيس الفريق البحثي في دراسة Gulf COAST “تعد أمراض القلب المسبب الأول للوفاة في المنطقة والكويت، حيث تتسبب بنسبة 30 بالمائة من الوفيات في الكويت. وتمثل هذه الدراسة خطوة هامة بالنسبة لبلادنا والمنطقة، خاصة وأن متوسط أعمار المرضى المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط يقل بنحو عشر سنوات مقارنة مع الغرب، وستساعدنا هذه الدراسة على معرفة الأسباب. وتقوم جامعة الكويت بالإشراف على هذه الدراسة، حيث عملنا على استقطاب أبرز خبراء القلب في المنطقة للمشاركة في الاجتماع التحضيري والاتفاق على مسار العمل خلال الدراسة.”
بدوره قال الدكتور موسى أكبر، استشاري القلب في مستشفى الصباح : “يتمثل هدفنا في مراقبة وتسجيل الممارسات الحالية في مجال إدارة وعلاج المرض، لتحديد الفرص المتاحة لتحسين الرعاية، واقتراح الخطوات اللازمة لمعالجة أي نواقص أو ثغرات. ونحن ندرك أن العديد من مواطنينا يعانون ويموتون بسبب أمراض القلب. ولكم بدون فهم نطاقات هذه المشكلة، والكيفية التي يتم من خلالها تقديم العلاجات، من الصعب تقديم توصيات لتحسين خدمات رعاية المرضى. وبينما تتوفر بيانات مهمة على المستوى الدولي، فإننا – على المستوى الإقليمي – لا نملك المعلومات الضرورية لفهم متلازمة الشريان التاجي الحادة، وتلبية احتياجات المرضى من المنطقة. وستساهم دراسة Gulf COAST في تأمين البيانات المحلية التي نحتاجها “.
تعد دراسة Gulf COAST ائتلافاً طبياً يضم رموزاً رائدة في مجال أبحاث طب القلب من دولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وسلطنة عُمان، وتهدف الدراسة إلى رصد ومتابعة 4000 مريض من مواطني الدول الأربعة من 35 مستشفى على مدى عام كامل من الذين تم تشخيصهم بمرض متلازمة الشريان التاجي الحادة والتي تعد حالة متقدمة من مرض القلب ترتبط مباشرة بنتائج أمراض الأوعية الدموية والتي من آثارها وقوع النوبات القلبية.
من جانبه، قال الدكتور فهد العنزي، استشاري القلب ورئيس وحدة القلب في مستشفى الفروانية: “تعتبر Gulf COAST دراسة مهمة للأطباء والمرضى المصابين بأمراض القلب على حد سواء. وفي حين أن عوامل نمط الحياة – والجينات في عدد قليل من الحالات – تلعب دوراً رئيسياً في التسبب بأمراض القلب، فإننا ندرك أن ثمة ثغرات ونواقص في معاجلة المرضى الذين يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة وأمراض القلب الأخرى. وباعتبارها ستتضمن سجلاً للمرضى، فإن الدارسة ستعمل على تقييم الممارسات اليومية في “الحياة الواقعية”، والتدابير القياسية، مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية ونوعية الحياة، لتحديد الكيفية التي يمكن أن نقدم من خلالها أفضل رعاية ممكنة للمرضى المصابين بهذه الأمراض الخطيرة.”
ويشكل هذا الاجتماع خطوة مهمة في إطار سلسلة إجراءات بدأت في دبي في شهر يونيو الماضي، مع التوقيع على مذكرة تفاهم لإجراء دراسة حول أمراض الشريان التاجي من قبل شركة استرازينيكا غلف، وتواصلت في الشهر الماضي، عندما وقعت جامعة الكويت واسترازينيكا غلف اتفاقية لدعم الأبحاث لإطلاق الدراسة رسمياً. وفي هذا الصدد قال السيد طارق رباح نائب رئيس منطقة شرق الأوسط وأفريقة لشركة أسترازينيكا: “إن تحسين الرعاية الصحية يعد من أصعب التحديات التي يواجهها العالم اليوم. ونحن لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا، فتحت قيادة خبراء مثل البروفيسور محمد زبيد و الدكتور موسى أكبر و الدكتور فهد العنزي ، تعد دراسات مثل Gulf COAST مطلب أساسي لتحسين الصحة. حيث تهدف الدراسة إلى الحصول على فهم أفضل وجمع معلومات عن حالات مرضى القلب أو متلازمة الشريان التاجي الحادة، منذ بداية دخولهم إلى المستشفى إلى حين خروجهم. حيث يعتبر هذا الأمر غاية في الأهمية للاستمرار في الحياة. وأود هنا أن أشير إلى التزام أسترازينيكا بتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة للمرضى، وضمان الوقوف بجانبهم خلال مراحل المرض عبر تلقي الرعاية اللازمة والعلاج الفعّال.”
أضف تعليق