مع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن عودة آخر الجنود الأمريكيين بحلول أعياد الميلاد، وبعد ما يقارب تسعة أعوام مرت عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، وفي ظلِّ فخر أوباما بأن الجنود الأمريكيين سيعودون مرفوعي الرؤوس، مكللين بالنجاح، يأتي التساؤل، هل فعلاً ما حدث يستحق الفخر؟، وهل ما جناه الشعب العراقي هو ذاك الحلم الأمريكي بدولة ديمقراطية وشعب يتمتع بنسيم الحرية؟؟؟.
بنظرة واقعية، وبعيداً عن مشروعية الحرب التي اعتمدت في الأساس على تدمير أسلحة الدمار الشامل لدى العراق، والتي أثبت الواقع وهميتها، فإنَّ الثمن الذي دفعته أمريكا نفسها هو 4500 قتيل أمريكي و تريليون من الدولارات، بينما بلغت الخسائر البشرية البريطانية 179 قتيلا.
أمَّا خسائر العراق فحدث ولا حرج فقد كانت أيضاً باهظة، وإلى اليوم وحتى الساعة التي يحرر فيها هذا الخبر تجتاحها أعمال العنف الطائفي التي أدت في مجملها إلى مقتل 112 ألف مدني عراقي.
وبرؤية بسيطة إلى وزارة نوري المالكي التي ولا شك لا تتمتع برضى الجميع، فإنَّ أطيافاً كبيرة من الشعب العراقي يلمحون ويصرحون على الدوام بأجندة لها قد لا تكون سطرت بأيدي العراقيين أنفسهم، ومن ثمَّ يلوح في الأفق ما يردده كثير من العراقيين بالنفوذ الكائن حالياً للدولة الإيرانية في العراق وما يتوقع من تضخمه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.
وفوق هذا وذاك، فإنَّ الملف الأمني للدولة العراقية فيما بعد الانسحاب يشكل ولا ريب هاجساً كبيراً لدى العراقيين الذين تعودوا الاستيقاظ على أصوات التفجيرات التي تحصد كل يوم ما اعتاده العراقيون من المزيد من القتلى والجرحى.
فهل الواقع على الأرض في العراق يعطي مبرراً للفخر الأمريكي وتصريحاته التي تعبر عن الظفر وأكاليل النجاح، وهل لامس العراق نعيم نسيم الحرية وترجمت على أرضه أحلام الديمقراطية الأمريكية الواعدة؟؟ . مع نظرة إلى يوم واحد في العراق، هو الأمس 14 ديسمبر، وهو يوم يعتبر هادئا نسبيا، حيث كان كالتالي: انفجار سيارتين مفخختين في تلعفر، ومقتل 3 أشخاص وجرح 35، انفجارات وإطلاق نار في كركوك، والموصل وبغداد، ” (مجرد وجهة نظر).
وهل عراق ما بعد الانسحاب سيدين لأمريكا التي وعدته بالأحلام الجميلة أم ستجني ثمار دمائه سنين عديدة صاحبة النفوذ، إيران؟.
أضف تعليق