محمد العوضي
خياشيم طالبات الجامعة!
د. حسن مكي استاذ الاعلام في كلية الآداب، سأل طالباته ماذا نَصنع وحالنا مع الإعلام المعولم المنفلت من القيم كالسمك في بحيرة ملوثة لا نقدر الخروج منها وتنظيفها فوق طاقتنا؟
اجابت إحدى الطالبات: يا دكتور اذا كان الاعلام المنفلت يحاصرنا ويضعنا في هذا الموقف، فالحل يتلخص في ان نطور اداء خياشيمنا!!
أعجبتني إجابة الطالبة، اذ انها لم تستسلم للواقع ولم تخضع له ولم تتكيف معه كما هي المدنية المعاصرة التي لا تبحث في علل الأمراض ودوافعها وإنما تدرس كيفية التخفيف من أوضارها او التكيف الناعم معها.
كما أن اجابة الطالبة ترتكز على تقوية المناعة الذاتية وتحمل المسؤولية الفردية في زمن سهولة الوصول لأي شيء وصعوبة الرقابة والمنع.
ذكرت هذه الحادثة لانها تمس كل فرد وكل بيت واثرها قائم على مدار الساعة، في ظل غفلة الناس عنها وعن انعكاساتها على الاسرة والعلاقات الاجتماعية ذلك ان الناس مشغولون- ومعهم حق- في الشأن العام لا سيما ما يسمى بالربيع العربي الملتبس وشظاياه التي لا يكاد ينجو منها مجتمع عربي.
كما ان الحراك السياسي المحلي يأخذ شطرا كبيرا من اهتماماتنا- وهذا جيد- لان الفساد العام يطيح بكل الامال والمصالح الآنية والمستقبلية.
لكن ونحن نتكلم عن تقوية اداء «خياشيمنا» ننبه إلى خطورة الانشغال بالهم العام وملاحقة تفاصيله والغفلة عن البنية الاسرية وما يحدق بها من مخاطر، ونهمل الذات الانسانية التي يشكلها الاعلام بمذاق يغلب عليه (الفردية) وتكوين انسان اللحظة والمصلحة الخاصة الضيقة، وتضخيم البعد الجسماني والشهواني وتبديد كل ما من شأنه يشعر الانسان بانسانيته ومسيره في الحياة ومصيره بعد الممات وواجباته تجاه الاقرب فالأقرب.
ليست الطالبات فقط في حاجة إلى تحسين اداء خياشيمهن بفلترة الملوثات الاعلامية وانما كلنا شركاء في تحسين اداء خياشيمنا.
أضف تعليق