عاصفة من الشكوك والتكهنات تجتاح أروقة وزارة التجارة والصناعة وأقسامها وإداراتها حاملة في دواليبها الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب والتعجب، سببها معروف لكن المسببات ليست كذلك، ذلك أن اسما واحداً يتكرر كل مرة وفي أي لجنة هدفها التحضير لشركة مساهمة وليدة تكون الوزارة عضوا فيها.
ذلك الاسم هو داوود سليمان السابج (الوكيل المساعد لشؤون التراخيص والشركات التجارية).
يتساءل الكثيرون هناك عن مبررات التمسك بهذا الشخص الذي كان حاضراً في كل اللجان الماضية، منها اللجنة المكلفة مناقشة خصخصة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، والشركة الأخرى الخاصة بإنشاء المساكن منخفضة التكاليف وغيرها وغيرها.. يتساءلون عن دوافع تكرار عضوية هذا الشخص في كل هذه اللجان في الوقت الذي يفترض أن يمثل الوزارة في لجان تأسيس الشركات مدير الإدارة المختص وليس وكيل الوزارة.
والأدهى والأمر هو المبلغ المخصص لآخر هذه اللجان (تأسيس شركة الخيران) المقدر بـ 150 ألف دينار، وهو رقم فلكي قياساً بما تحتاجه اللجنة.. ترى أين وكيف يصرف هذا المبلغ الذي لا يشك أحد في أنه أحد الأوجه القبيحة لعملية استنزاف المال العام؟ هل يصرف على الموائد والبوفيهات؟ .. وماذا يتناول “أصحاب السعادة” أعضاء اللجنة غير التبولة والحمص والكافيار و “الكاستناء” المشوية؟..
ومع بروز أسئلة كثيرة وشبهات أكثر حول هذه الشركة تحت التأسيس، أهمها: إذا كانت حصة هيئة الاستثمار 40 % و مثلها ستُطرح في السوق في مزاد علني، فأين هي الـ 20 % الحصة المتبقية ولمن ستخصص؟
لكن كل هذه الأسئلة لا تعادل السؤالين الأهم: لماذا يتكرر اسم ذلك الرجل الاخطبوط في كل لجنة تكون وزارة التجارة عضواً فيها؟ وكم هو مدخوله السنوي من كل هذا العدد الهائل من اللجان؟
إجابة السؤالين ستكون حتماً سهلة ومتاحة للجميع لو كانت الكويت بلداً شفافاً.
أضف تعليق