كتاب سبر

“عقيمة من دونك.. يالفهد”

أسطر كلمتي هذه؛ وفاءً للفهد وأسرد إنجازته للملأ.. وهو الابن البار في العهد”، فبعد رؤيتنا للساحة السياسية والأجواء البرلمانية، والتشكيلات الوزارية، رأينا هناك ثغرة كبيرة يغفل عنها الآخرون وهي فقدان ابن الشهيد الشيخ أحمد الفهد في الحكومات الأخيرة، مما سببت هذه الثغرة حالة التوتر بين المجلس والحكومة، بدأ الفهد حياته بالمجال الرياضي إلى أن دخل إلى المجال السياسي، بدخوله بعدة حكومات حمل خلالها عدة حقائب وزارية، وضحى بالكثير من أجل الوطن، فكانت ضريبة ثباته هي عدم  دخوله في الحكومات الأخيرة، وهو عندما كان متواجدًا بالحكومات السابقة قلة وتيرة الخلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وذلك الأمر رجع لتفهمه لأغلبية أعضاء البرلمان، فكانت رؤيته واضحة وكاشفة للمطالبات الواقعية التي يعاني منها فئة كبيرة من الشعب، فكانت رؤيته هذه شافية للجروح، فكان قياديًا ماهرًا في قيادة سفينة النجاح والإنجاز، ووضع نقلة نوعية في التطور والتغيير.
لا أقول ذلك من فراق! بل من إنجازات ذلك العلم الذي ضحى بالكثير من أجل الكويت، هو الابن والأخ والوالد والمواطن، نعم لمسنا هذا الأمر بعد مخالطتنا به؛ ولانجد به كبرًا ولافخرًا، ووجدنا به صفات التواضع والسماحة والحلم؛ لمخالطته كل فئات المجتمع بجميع أطيافه، ولمشاركته أفراحهم وأحزانهم، والتعاون معهم لحل مشاكلهم، أين نذهب نجد بصمته وإنجازه؟ ومكانه الخالي يشكو من فقدانه!
وهو الذي وضع بصمته في كل المواقع، فكانت شفاءً وبلسمًا في حل قضايا عالقة منذ أعوام، ورفع اسم الكويت عالياً على الصعيدين المحلي والعالمي، ولكن هذه الإنجازات والتقدم جعلت له من يحاربه، وهو كالشجرة المثمرة في العطاء، وتعلمنا بأن الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس، عندما حورب من فئة نيابية قليلة في مجلس الأمة، وقدموا له استجواباً؛ لتقليل عجلته بالتنمية والإنجاز! ويعلم الكثير من أبناء الشعب لماذا حورب الفهد؟ لأنه وقف بوجه من يريد أن يمرر مصالحه الخاصة ونسيان مصالح الشعب، فهذه الأمانة التي هي في عنق كل كويتي حر؛ فما كان من الفهد إلا القيام بواجبه؛ كونه أقسم بالله العظيم أن يكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن يحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن يذود عن حريات الشعب ومصالحه! نعم بهذا القسم انتهج مسيرته الصافية ناصعة البياض، نعم فكان بالمرصاد لمن يريد أن يمرر مصالحه الخاصة على حساب الوطن، وكان محافظاً على مبدئه الذي استمر عليه وانتهجه منذ توليه أول مسؤولياته العملية الذي كان بها جندي، يخدم أي موقع فيه منفعة لوطنه، وفاق حبه للكويت والحفاظ على مكتسباتها وخيراتها كل الإغراءات، نعم لم نسمع يوماً عن أن الشيخ أحمد الفهد وقف في وجه التطوير والتنمية؛ بل كان محافظاً ومساهماً وحريصاً في تقديم وتطوير المؤسسات العلمية، والعملية والخيرية، والتنموية والرياضية، وفي كل مجالات التطور! 
من هو أحمد الفهد؟ هو ابن الشهيد فهد الأحمد طيب الله ثراه، الذي ضحى وأفدى الوطن بنفسه، وكان قدوةً يحتذى بها، عندما قاوم العدوان الغاشم في “معركة دسمان الخالدة” في قصر دسمان وضحى وأفدى الكويت، وكان رمزاً يذكر على مر السنين، ونلتمس اليوم وجود ابن الشهيد بيننا، وهي النسخة المطابقة لوالده في روح التضحية في الإنجاز والتطور والمساهمة في التغيير للأفضل؛ على جميع الأصعدة وخوفه على وطنه وتضحيته بنفسه من أجل الوطن، والشيخ أحمدالفهد لايزكيه اسمه فقط!  بل عمله وفعله!
وهو حريص كل الحرص على أدائه لعمله المميز والمخلص في حب الوطن، بوسعنا أن نقول: حكومة فيها الفهد.. تزداد جمالاً وقوة، وحكومة بدونه تكون عقيمة ومن الممكن أن تلد، ولكن لاتستطيع أن تلد، عندما يتم اختيار الأحرار فيها منفعه للوطن، والمشورة في من يستحق أن يكون عضواً بالحكومة واستمرارا في سير السفينة لبر الأمان، وأمركم بينكم شورى، ولاختيار القوي الأمين، عن قول الله تعالى: ((وأمرهم شورى بينهم))
وكما قال أحد الشعراء:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن  * * *  برأي نصيح أو نصيحة حــــــازم
وأدن إلى الشورى المسدد رأيه * * * ولا تشهد الشورى امرأ غير كـــاتم
وعن الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.. وشبك بين أصابعه)، وتشير هذه الأمور في اختيار القوي الأمين الذي ينهض بمستقبل الأجيال ويتفهم نقاط الخلاف، ويرتقي بالوطن إلى مراتب النجاح، نعم لنرجع للوراء قليلاً؛ لنجد أن وجود الفهد في الحكومات السابقة كان بلسمًا شفاءً لاختلاف وجهات النظر بين أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، بل وضع النقاط على الحروف ووضع مصلحة الوطن بعينيه، وكان يضحي بمصالحه الخاصة من أجل أن تستمر الحياة الديمقراطية، وحل الخلافات والرؤى المختلفة في البرلمان وتأليف قلوب الجميع بين بعضهم البعض؛ فالكثير من هم لمسوا إنجازاته وكانت تصب في صالح بناء وتطور وتقدم الوطن ، “فالرجل المناسب بالمكان المناسب”.
وفضلاً عن ذلك الاختيار الصحيح والمناسب فيه المنفعة الكبيرة لصالح البلد، وانسجام السلطتين وتعاونهم مع بعضهم البعض، فكان رأي بذلك الموضوع المهم والملفت في هذه الأحداث؛ هو حبي وإخلاصي للوطن وللأمير وأن يبقى الوطن بأمن وأمان، عاشت الكويت حرة أبية بأميرها وأبنائها الأوفياء.

 alrifai99@hotmail.com
تويتر : @Fahad_ALRifai