أقلامهم

مفرج الدوسري: بن جامع البدوي الفطن.. لم يترك مجالاً للوشيحي (رومل توك شوك) للكر والفر كعادته

رغم موالاته الشديدة للحكومة السابقة ورئيسها، ومدحه الدائم لكل من يهجو المعارضة حتى لو كان ببذيء القول، إلا أن الكاتب مفرج الدوسري – وبعد سقوط رئيس الحكومة السابقة – انقلب من مادح للرئيس السابق ومحبيه، كنبيل الفضل والضبعة حيدري وأمثالهما، إلى مادح ومؤيد لما قاله أمير قبيلة العوازم الشيخ فلاح بن جامع – الغاضب من النواب القبيضة – في برنامج توك شوك الذي يقدمه الزميل محمد الوشيحي..
وهكذا تدور الأيام وتدور معها أشياء أخرى، ولا عجب.

بن جامع… فطنة بدوي
لقاء الشيخ فلاح بن جامع أمير قبيلة العوازم الكريمة مع الزميل محمد الوشيحي كان صريحا واضحا جريئا بكل ما تعنيه الكلمة، ويحمل العديد من الرسائل التي وجهها إلى العديد من الجهات بكل شجاعة وصدق، فالرجل الذي يقف على رأس قبيلة يفوق تعدادها المائة وأربعين ألفا وتعد من أكبر وأقدم القبائل والعوائل التي سكنت الكويت لم يخف ما في قلبه من مرارة وألم،و لم يبد تحفظا وهو يبوح بما في نفسه من أماني وتطلعات، ولم يتردد في ابداء وجهة نظره في العديد من النقاط التي طرحها عليه مضيفه، وإنما تحدث بوضوح وشفافية، ووضع النقاط على الحروف، إيمانا منه كمواطن في الدرجة الأولى وكشيخ قبيلة لها مكانتها وثقلها في الكويت (يقول ويمون) على أبنائها بأن الأوضاع لم تعد تحتمل أنصاف الحلول ولا المجاملة، وليس هناك ما يخشاه أو يخافه أو يحذره حتى يلجأ إلى الدبلوماسية، وقد وضع الذين لا يجرؤون على الصدح والجهر بمواقفهم الحقيقية في موضع حرج، فبماذا سيصرحون من بعده إن من الله عليهم بالجرأة ونطقوا؟
فاجأ الشيخ فلاح بن جامع الجميع حين قال إنه لا يصوت في الانتخابات الفرعية وأن %80 من أبناء قبيلة العوازم ضدها وأنها غير ملزمة لهم وأنه صوت في الانتخابات السابقة لأحد المرشحين من خارج فرعية العوازم وآخر من خارج القبيلة، وعنصر المفاجأة هنا يأتي لسببين، الأول أن هذا التصريح صادر عن أمير قبيلة العوازم وستبنى عليه العديد من المواقف، والعنصر الثاني أن ابناء قبيلة العوازم الكريمة عرف عنهم الالتزام التام بنتائج الانتخابات الفرعية وعدم التصويت لمن يشذ عنها ناهيك عمن ليس منها، وفي هذا الإقرار من الشيخ بن جامع دعوة صريحة إلى أبناء قبيلة العوازم لنبذ الانتخابات الفرعية والتصويت لمن يستحق وهي دعوة تستحق الإشادة.
لم يخف الشيخ فلاح بن جامع ألمه بسبب خذلان بعض نواب قبيلة العوازم لأبنائها بعد حادثة اقتحام منازلهم عند اجراء الانتخابات الفرعية التي حدثت في 2008، ونكوص البعض منهم عن وعده بمساءلة وزير الداخلية آنذاك، مبديا امتعاضه ورفضه لتصرف وزارة الداخلية في تلك الفترة وانتهاكها لحرمات البيوت، وهو الأمر الذي رافقت مرارته حديث بن جامع طوال الحلقة، وربما كان سببا لدعوته إلى تجديد الثقة في الصواغ والنملان اللذين كانت لهما مواقف معارضة للحكومة وسياساتها في الفترة الأخيرة.
المتابع للقاء الشيخ فلاح بن جامع يدرك مدى فطنة هذا الرجل وذكائه وقدرته على توجيه العديد من الرسائل دون أن يشير إلى وجهتها بشكل مباشر، فكم من رسالة شديدة ذات معنى كبير وجهها دون جهد أو عناء أو مشقة، لقد قال الكثير والكثير مما يجول في خاطره بحسن تصرف، ومن كان حاضر الذهن وهو يتابع الحلقة الشيقة يدرك ذلك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حنكة هذا الرجل وخبرته، لذلك لم يترك لمقدم البرنامج محمد الوشيحي أو (رومل توك- شوك) مجالال للكر والفر كعادته المتبعة مع ضيوفه في كل حلقة.
< نقطة شديدة الوضوح:
هناك انقسام كبير بين ابناء القبائل حول التشاوريات أو الانتخابات الفرعية ان صحت التسمية، فمنهم من يرى أنها تسلب الكفاءة حقه في الوصول إلى المجلس وتؤدي إلى إعدام فرصته في تحقيق ذلك، فإبن القبيلة يجب ألا يمثل قبيلته وإنما يمثل الكويت قاطبة، ويرى الطرف الآخر أن من شذ عن إجماع القبيلة يجب أن يحرم من الدعم كونه لا يمثل في هذه الحالة سوى نفسه وأن من يخرج من رحم الانتخابات الفرعية يستحق المؤازرة كونه يمثل القبيلة التي يعتبر التفريط في مقعدها في البرلمان أمر جلل!! فلمن تنتصر، للكويت، أم للقبيلة؟
مفرج البرجس الدوسري