آراؤهم

وداعًا للسنة الماضية.. وأهلاً بالقادمة

سنة مضت وأفلت، وانتهت بجميع مافيها من فرح وحزن، فقدت بها أعز ما لدي؛ والدتي الغالية الأم الحنونة التي ربت وتعبت وصبرت، ربتنا صغارًا، وانشغلت علينا كبارًا، وأحبت أولادنا، وعطفت عليهم،  ليس مثل قلبها أحد، ولا يشابه حنانها أحد ولا يمكن أن  نوفيها حقها أبدًا، وهي صاحبة عبارة عظيمة جدًا، بقولها غير صحيح إن” أغلى من الولد ولد الولد”  فعليها من الله رحمة وسكينة، ونطلب من الله العلي القدير أن يسكنها الجنه ويغفر لجميع المسلمين. 
ويصور الشاعر الدكتور محمد مهدي البصير حنان أم: فيقول واصفاً ذلك الحنان:
مضى الليل إلا أن أمك عاصم
بجنبك لم يطعم لها النوم محجر
تلبيك إذ تدعو وترعاك نائماً
وتقلق فيما قد عراك وتسهر
ألا ليت شعري كيف تجزي حنانها
فذلك شيء فوق ما تتصور…….
ومضت سنة، وفقدت فيها رجل عشت معه في أواخر أيامه شخصيه غير عادية، بكته القلوب قبل العيون، ألا وهو العم العزيز، والدنا ووالد الجميع ذو القلب الكبير أنهكه المرض، وظل صابرا، محتسبًا الأجر والثواب عاش كبيرًا ومات كبيرًا، ويعز علي فراق ذاك الحبيب، عليه من الله الرحمة والمغفرة…
وصدق ابن زيدون في وصفه للوداع حين قال:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
 شوقًا إليكم ولاجفت مآقينا 
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا 
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت
 سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
ليسق عهدكم عهد السرورفما
 كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
ومضي هذا العام، وفارقنا أحبة لنا وأناس طيبين، ولا نعترض علي أمر العلي القدير، وندعو لهم بالمغفرة والرحمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون….
فراقك أيها العام الذي مضي علينا، وعلي الجميع فراق طيب وسعيد لن تعود ولا نرغب بعودتك ونأمل من عامنا الجديد الخير الكثير والأمل الكبير أن يمن علي والدنا الأمير الغالي -حفظه الله ورعاه- الصحة والعافية والعمر المديد، وعلى وطننا الحبيب الكويت بالخير الكثير والأمن والأمان والعيش الرغيد وعلى أمتنا العربية والإسلاميه بالسلام والمحبة والازدهار…
       دالي محمد الخمسان
Dali-alkhumsan@hotmail.com