أقلامهم

علي العجيل يسرد بعضاً من “صواريخ” المرشحين

صواريخ المرشحين
علي العجيل
 
كنا في أيام الطفولة نعمل بعض الحركات الجميلة والتي تجعل لطفولتنا نكهة خاصة ومنها مثلا أننا كنا إذا استمعنا لحديث أحدهم وشعرنا بأنه “ تخنها شويه “ وبدأ بإطلاق ما كنا نسميه اصطلاحا “صواريخ” يعني أنه بدأ يكذب بالمفتوح وبدون شفرة  نقوم بإطلاق صوت أزيز “وززز” عند كل كذبة يطلقها هذا الشخص وكانت هذه الطريقة موجعة كثيرا وقد جعلت البعض يكف عن الكذب  في وجودنا على الأقل.
 المشكلة أننا تعودنا على هذه الحركة وأصبحنا نفعلها بدون تفكير وبدون تردد وبمجرد سماعنا لأحد يكذب أمامنا بغض النظر عن شخصية هذا الأحد كبيرا كان أم صغيرا وقد ترتب على تعودنا على هذه الحركة فصل بعضنا من المدرسة كنوع من العقاب لأنهم فعلوها مع أحد المدرسين! وأيضا ضرب أحدنا “بالباكورة” وهي عصا يستخدمها كبار السن للتوكؤ عليها ولهم فيها مآرب أخرى! لأن صاحبنا فعلها أمامه دون أن يضع مسافة للأمان وهي تقدر بطول العصا مرة ونصف تقريبا .
كم أتمنى أن أجمع أصدقاء الطفولة لنتذكر أيام الماضي فنقوم بزيارة المقرات الانتخابية للمرشحين ونجلس في إحدى زواياها ونتصيد على المرشحين فكل ما أطلق المرشح صاروخا أطلقنا أزيزا جماعيا خلفه وطبعا تتوقف قوة الصوت وطول النغمة التي نطلقها على حسب قوة الصاروخ الذي أطلقه المرشح ونوعه فمثلا لو قال نائب سابق ومرشح حالي أنه ضد الفساد المستشري في البلد ونحن نعلم علم اليقين أنه حرامي “بوطير” وأنه حتى الرمل لم يستثنه من حساباته فهذه تحتاج لأزيز قوي قد يتسبب بكسر أسنانا الأمامية.
أما إذا كان نائبا سابقا ملتحيا ويقول سنطبق الشريعة الإسلامية ! فهذه تحتاج إلى أزيز قد يسقط أحدنا على ظهره من شدة الهواء الخارج من فمه, لأن هذا المجلس استمر ثلاث سنوات تقريبا ولم نسمع أحدا قال هذه الجملة تحت قبته .
أما أن يقول أحد المرشحين وهو “حدسي” منذ ولدته أمه أنه لا ينتمي لحركة “ حدس “ فهذه يجب أن نطلق لها أزيزا ونحن نجري في أطراف المقر وليس أثناء الجلوس فقط.
أما إذا قال أحد المرشحين أنه تم الضغط عليه من أبناء الدائرة ليقوم بترشيح نفسه وأنه غير راغب بهذا الترشح ولكنه نزل عند رغبة الناخبين فهذه لا تحتاج لأزيز منفرد بل تحتاج لأزيز مع تصفيق وربما نردد معها أيضا لا يوقف ..لا يوقف.