أقلامهم

د.حسن جوهر يلخص الأحداث التي جرت بين عامي 2006 و2011

2006-2011!


د. حسن عبدالله جوهر


سبحان مغير الأحوال من عام 2006 إلى عام 2011، فهذه الفترة الزمنية شهدت ولادة ثلاثة مجالس، ومن خلال انتخابات مبكرة متتالية، ففي مجلس 2003 انتفضت الأمة انتصاراً لمبدأ الإصلاح السياسي المتمثل بتعديل الدوائر الانتخابية في ملحمة كان عنوانها “نبيها خمس”، حيث لم يرتض الشعب الكويتي في أغلبه طريقة تلاعب الحكومة في هذا الملف، فرفض الأغلبية البرلمانية التي رجحت كفتها أصوات الوزراء بإعادة القانون إلى اللجنة المختصة، وخرج الناس إلى الشارع و”ساحة الإرادة” تحديداً للتعبير عن اليأس من السلطتين، وقدم أول استجواب لرئيس وزراء، الأمر الذي دفع الرئيس لتقديم استقالته. هذه الملحمة التي قادها الحراك الشبابي بالبرتقالي اعتبرتها المعارضة بكل تياراتها السياسية والوطنية والمستقلة والقوائم الطلابية وجمعيات النفع العام والشخصيات السياسية العريقة انتصاراً باهراً للديمقراطية، تمت ترجمته في صناديق الاقتراع عام 2006، وحقق فيها معظم نواب المعارضة أرقاماً قياسية وحصدوا المركز الأول في معظم الدوائر الـ25 إن لم تكن جميعها، بينما خسر السباق معظم النواب الموالين للحكومة، واحتل من نجح منهم المركز الثاني وبفارق كبير عن المركز الأول.
هذه المعطيات لم تتغير أبداً في عام 2011 سواء من حيث العنوان والمطالبة الشعبية أو من حيث خطوات التصعيد السياسي على الأرض، فالشعب الكويتي مرة أخرى في معظمه لم يقبل بنتيجة شطب الاستجواب المقدم إلى رئيس الحكومة واختار من جديد “ساحة الإرادة” للتعبير عن رفضه للحكومة والمجلس معاً، واختار شعار الراشي والمرتشي لإسقاط الحكومة، وتدشين عهد جديد برئيس جديد وحكومة جديدة، والعودة إلى صناديق الاقتراع من جديد.
ومثلما كان الجو السياسي أثناء قضية الدوائر فقد اجتمعت القوى السياسية بانتماءاتها الفكرية والإيديولوجية من إسلاميين ووطنيين ومجاميع شبابية وجمعيات نفع عام وقوائم طلابية، وتكررت الأسماء ذاتها من النواب والكتل النيابية نفسها في مشهد لم يتغير فيه سوى التاريخ، حول مشروع محاربة الفساد بجناحيه التنفيذي والتشريعي.
ويبقى أمام هذين المشهدين في تجربتي 2006 و2011 السؤال الكبير: ما الذي تغير؟ ولماذا كان الوقوف في “ساحة الإرادة” آنذاك بطولة ووطنية وتعبيراً عن المبادئ وانتصاراً للكويت والدستور، بينما أصبحت المشاركة في نفس الساحة وبوجود نفس المجاميع والأطياف السياسية والاجتماعية خيانة وتغريداً شاذاً عن السرب وخروجاً عن الملة؟!