أقلامهم

ناصر المطيري: كلمة السر في عام 2011 هي الخوف الذي انبعثت من تحت أنقاضه الحرية

كلمة السر لعام 2011!


ناصر المطيري 
  


الأحداث الزلزالية الكبيرة التي شهدها العام المنصرم 2011 والتي غيرت المشهد العربي وقلبت الموازين السياسية وهزت العروش وحركت الجيوش هذه الأحداث برأينا يجمعها عامل نفسي واحد وهو سقوط حاجز الخوف الذي هيمن على الشعوب العربية لأكثر من خمسين عاما مضت.
وأول حجر سقط من جدار الخوف العربي كان في تونس وبرد فعل قهري من جانب الشاب البوعزيزي الذي تحمل صفعات قهر الرجال ولم يتمالك نفسه أمام صفعة امرأة داست كرامته وقلبت عربة رزقه فأحرق نفسه قهرا مختزلا بذلك ضيم شعب، فانتقلت شرارة البوعزيزي إلى سائر الدول العربية.
قلنا انه حاجز الخوف الذي سقط كان المحرك الأساس لاندلاع الثورات في عام 2011، وما يؤكد رأينا هو استمرار الحراك الثوري العربي بدون توقف لأن جدار الخوف العالي انهار ولو كان الأمر مجرد رد فعل أو أزمة في محدودة الزمان والمكان لما كنا شهدنا هذا الربيع العربي الممتد من تونس إلى مصر إلى ليبيا وصولا إلى اليمن وسورية.. والبقية في عهدة عام 2012.
وبما ان زمن الخوف ولى واستأسدت الشعوب فإن عامنا الجديد سيكون امتدادا لسلفه لأن الحاضر هو غرس الماضي والمستقبل جني الحاضر والتاريخ سجل الزمن.
ولأن التاريخ سجل الزمن فيقول لنا التاريخ بأنه لم يتحرك شعب بغضب واسع ضد طغيان أو ظلم إلا وحقق مراده وجنى ثمار ثورته، وإن نهاية التسلط محتومة دائما إلى سقوط.
وها هو عام 2011 يعيد مسار التاريخ ولكنه لم ينته بعد فما زال في الأمر بقية من إرادة لدى الشعوب ولا تزال بعض الأنظمة العربية لم تفهم ولم تستوعب الدروس بل بعضها مستمر في حماقات من سبقه من الساقطين
من كان يتوقع أن ينادي المصريون بسقوط نظام الرئيس مبارك الذي حكم جيلاً من أعمارهم بصولته وصولجانه لولا سقوط حاجز الخوف؟ .. مَنْ كان يتخيل أن يرفع مواطن سوري رأسه في جمهورية الخوف البعثية ولايأمن شبيحة مخابراتها وأجهزتها الأمنية التي تعد على المواطن أنفاسه حتى خارج القطر السوري لولا انهيار جدار الخوف داخل القلوب المقهورة؟
من كان يحلم أن يخلع الليبيون العقيد معمر القذافي الذي أطلق على نفسه وهو في ذروة طغيانه عميد الرؤساء العرب وملك ملوك افريقيا لولا أن الخوف مات في قلوب الليبيين وانبعثت الحرية؟
أغلب الأنظمة العربية كانت تحكم باسم الخوف وتتحصن بالسجون والمعتقلات، وكلما ازداد خوف الشعوب اطمأنت أنظمة التسلط واستقرت .. فكيف إذا انهار الخوف الذي كان حارسا لعروش تلك الأنظمة لعدة عقود خلت؟
إذن كلمة السر في عام 2011 هي «الخوف»، الخوف الذي انبعثت من تحت أنقاضه الحرية.