أقلامهم

مقال ساخن
القطري عبدالعزيز الخاطر: في الكويت محاولة الموافقة بين الديمقراطية الناقصة والتنمية لم تعد مناسبة

خصص الكاتب القطري عبدالعزيز الخاطر مقاله في صحيفة الوطن القطرية اليوم للرد على اتهامات الكاتب نبيل الفضل للشيخ حمد بن جاسم، ومفادها أنه يتدخل في الشأن الكويتي، معطياً في رده تحليلاً للوضع السياسي في الكويت، وكيف أن هناك تصادماً بين الديمقراطية الناقصة وبين عملية التنمية، كما أن هناك توهماً لدى بعض الأطراف الكويتية بأن تنمية قطر لا تقوم إلا على حساب التنمية في الكويت.


المقال يستحق القراءة والتعليق لكم:


عبدالعزيز الخاطر : عقلية الناخب وتحليل نبيل الفضل


الملاحظ أن الديمقراطية تصطدم بالتنمية في الكويت والمقابلة كالتالي إما ديمقراطية كاملة ذات أحزاب وإما تنمية مطلقة اليد في نطاق رأسمالية الدولة. في الكويت محاولة الموافقة بين الديمقراطية الناقصة والتنمية لم تعد تفلح الآن كما أفلحت في السابق نظرا لتغير داخل تركيبة المجتمع الكويتي وتغير آخر في النطاق الاقليمي لدولة الكويت ونجاح ربما نموذج رأسمالية الدولة ذات البعد الاجتماعي في مقابل نموذج الدولة البرلمانية أو دولة الديمقراطية المنقوصة على الرغم من تمتعها بنطاق واسع من الحريات.


في مقابلة اذيعت مؤخرا في تليفزيون الوطن مع الكاتب المرشح نبيل الفضل كان واضحا أن ثمة خلطا بين كل هذه الامور فكان تحليله حول أزمة الديمقراطية والتنمية في الكويت مزيجا من الماضي المتورم مع الحاضر المتوقف ولي هنا بعض الملاحظات:


أولا: قال ان هناك عناصر من داخل مجلس الامة تعمل ضد التنمية في الكويت وأن لها ارتباطا بالشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري. بمعنى أن الديمقراطية الكويتية تعمل مأجورة وضد تنمية وطنها.


ثانيا: اتهم رموزا برلمانية كويتية كالسعدون والبراك «ضمير الامة» كما يسمونه وغيرهم بالمشاركة في ذلك وهو اتهام ضد وطنية الكويتي وإخلاصه لوطنه لاعلاقة بأحد من الخارج به إلا اذا كان هناك طابور خامس في الداخل.


ثالثا: وضع قطر والكويت أمام ثنائية يا أنتم يا نحن لايمكن أن تقوم تنمية في قطر إلا على حساب التنمية في الكويت ولايمكن أن تتطور الخطوط القطرية الا على حساب تدهور الخطوط الكويتية، ولايمكن أن تحصل قطر على لقب عاصمة الرياضة الا على حساب تدهور الرياضة الكويتية. مثل هذا التحليل الساذج الذي لايرى ماذا عن التطور في دول الخليج الاخرى هل هو على حساب التطور في الكويت كذلك .انظر الى الرياضة العمانية أو السعودية كذلك أوالخطوط الاماراتية والتنمية في دبي. لماذا هذا الربط المفتعل بقطر مباشرة.


رابعا: كان من المفروض أن يكون التحليل على مستوى الاتهام الكبير للشيخ حمد بن جاسم أما أن يكون بمثل هذه السذاجة والبساطة فإنه لايتعدى رؤى جاسم «بهمن» الكويتي كذلك بعينه اليسرى لمستقبل ومصير قطر.في لقاء سابق له في تليفزيون الوطن أيضا.


خامسا: الكويت لديها ديمقراطية منقوصة ودول الخليج الاخرى لديها نظام رأسمالية الدولة.عملية التنمية الحقيقية تقع في المنتصف بين الجانبين اكتمال الديمقراطية وتحول رأسمالية الدولة إلى الدولة الرأسمالية المكتملة. مثل هذه الحالة الوسطية أنتجت حرية واسعة وحياة برلمانية في الطرف الأول في مقابل تنمية سريعة ومتلاحقة بأقل مساحة من الحريات والحراك الاجتماعي في الطرف الثاني، على الطرفين التقدم أماما لاكتمال الديمقراطية في الكويت وللتحول للدولة الرأسمالية ذات الملكية لأكبر مساحة من السكان والطبقة الوسطى العريضة الحاضنة للديمقراطية لدى الاخرين.


سادسا: نموذج الديمقراطية المعاقة أو التنمية بلا ديمقراطية هو مطروح أمام دول الخليج منذ فترة تأسيا على التجربة الكويتية بل أن هناك من الاخوة الكويتيين الاعلاميين ورجال الفكر من يدعو الى تجاوز الديمقراطية الكويتية والاستمرار في نموذج التنمية بلا ديمقراطية أي رأسمالية الدولة. لذلك على التجربة الكويتية أن تتطور لأن مثل هذا الخيار هو خيار يائس ويؤجل المستقبل من الحضور ويطيل أمد الحاضر وينفي بالتالي سماحة الماضي ونقاء مجتمعاته وأصالة روح أبنائه التي تحتاج الى أن تواكب العصر قانونا وتشريعا لأنه لم يعد للنوايا الطيبة من مكان وسط تغول المال وتكدس الثروات وجشاعة المحيط وتحفزه الدائم.


سابعا: نموذج التطور القطري غير مسبوق لذلك هو صادم ومثير للجدل والتساؤل ولكن لايعني ذلك الخروج بالفكر الى اللامبرر واللامعقول والى التوهم وإلقاء التهم دون أسانيد وبراهين واضحة فقطر والكويت من الدول المحكومة بامتياز بشروط الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ.