آراؤهم

أوقفوا زيجات الكراسي!!

إنه الحكيم في زمن المجانين، ذلك الياباني الذي طلب وسادته للزواج، الجيمع أقر بجنونه وأنه بعيد كل البعد عن المنطق، ولم ينتبه أحد لنظرته الثاقبة.. بالطبع لم يتزوج صاحب العيون الضيقة من هذه الوسادة الفاتنة، إلا بعد قصة حب طويلة، وعشرة دامت سنوات عديدة من السهر على راحته إلى الاستعداد له واستقباله عند عودته من عمله منهكاً ليرتمي في أحضانها كل ليلة.. لا تصفوه بالجنون لوقوعه في حب هذه الفاتنة، التي تستمع له كل ليلة (صامتة)  دون أن تقاطع حديثه لساعات وساعات، حتى ينام وهي تربت على رأسه.. وعندما تفكر في أبعاد نجاح هذا الزواج، تجد أن نسبة نجاحه كبيرة، دون أن يحدث طلاق لا سامح الله – مستمعة جيدة، دافئة وحنونة، لا تصرف الكثير من المال، ولن يخرج جدّها ( المسند ) ويأمر بتطليقها لعدم تكافؤ النسب – إذاً أضمن لهم سنوات مديدة من الحب والتفاهم على الأقل على حسب مفهومنا من الزواج..
(قرّب أذنك لو سمحت) ألم تسمع بذلك الشخص الذي تزوج كرسياً بعد علاقة حب من طرف واحد!.. (الكرسي) طوال حياته لم يبادله الشعور أبداً.. بل أن صديقنا عانى الأمرين في كسب رضا الكرسي وأهله وأقربائه من رسائل حب ورسائل (شرهات) وأعمال بطولية وأعمال (تحتية) وهدايا في أعياد الحب و(مفاطيح) بمناسبه وبدون مناسبة.. وقصائد غزل وقصائد ( نفاق ) وكل ما يمكنك أن لا تتخيله في سبيل الوصول لعشقه الوحيد أي يمكن أن تلخص قصة صديقنا بعلاقه حب (نص شريفة) لكن بكامل معاناة العاشق! وهل لك أن تتخيل ألا يفوز صديقنا بحبه في نهاية القصه؟! هذا يحدث في الأفلام فقط في مجتمعنا يفوز والجميع حوله (عفواً) أقصد خلفه يزفونه الى حُبه بأجمل أغاني النفاق الحديثه ! ولا يستفيد من هذه الزيجه إلا شخصان صديقنا البطل و(خطّابات الكراسي) بعدما كان العون والفضل يعود لها بعد الله فيما هو فيه الآن.
 و(ياحبة عيني) الوحيد الذي يخسر في هذه الزيجة هو الكرسي وجميع من أنتظره أن يغير حياتهم إلى الأفضل وتموت أحلامهم، كما ماتت أحلام جميع الكراسي بعدما أنتشر( زواج الكراسي ) في مجتمعنا دون أدنى حق من حقوق التكافؤ بين ()()(عريس الهنا) وبين الكرسي الذي يعلم مسبقاً أن زوجه (عينه زايغه) ولن يكفيه كرسي واحد ليرضي فحولته! فهل تصفون الياباني الآن بالجنون؟! في زمن زيجات الكراسي؟! على الأقل وسادته تعلم مسبقاً أنها تستطيع تطليقه في أي وقت تريد! أما صديقنا لن يتطلق إلى بعد 27 سنة أو هكذا نصّت شروط العقد!!  
مبارك موفي
https://twitter.com/#!/mmoufi