أقلامهم

أحمد الخطيب موجهاً رسالة للشباب: إن تعاونكم وتفانيكم في خوض هذه المعركة ضمانة لمستقبلكم ومستقبل أبنائ‍كم

حضوركم صمّام الأمان لهذه الأمة.. والمستقبل معقود على وعيكم وتعاونكم
رسالة إلى الشباب: أنتم أداة التغيير
أحمد الخطيب
 
لقد حققتم بتجمّعكم في ساحة الإرادة أكبر إنجاز تاريخي لم تشهد الكويت مثله، وأفضى إلى رحيل الحكومة والمجلس كخطوة أولى في طريق الإصلاح، وهو إنجاز لم يستطع أعضاء مجلس الأمة بأدواتهم الدستورية الفعالة أن يحققوه.
إنجازكم هذا كان ثمرة تفعيلكم المادة السادسة من الدستور، التي تقول إن الأمة مصدر كل السلطات.. أنتم ـــ الشعب ـــ أعلى سلطة في الوطن، وتخضع لكم السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتستمد هذه السلطات صلاحياتها من ممثليكم في مجلس الأمة.
تحقيقكم لهذا النصر العظيم بتفعيلكم للمادة السادسة من الدستور، يعطيكم الامكانية لانتشال الكويت من المستنقع المخزي الذي نعيشه، بسبب شل إرادة الشعب وتعليق الدستور عمليا، وانتهاك القوانين، ومصادرة ثروة الأمة من قبل أشخاص ومؤسسات جشعة، لا تهمها المصلحة العليا للوطن، هذا الانتصار يجعل المستقبل أمانة في أعناقكم، ويمنحكم المسؤولية، وكل محب لهذا الوطن يعلم بأنكم قادرون على ايصال اشخاص الى المجلس بمستوى طموحكم، اشخاص محبين لهذا البلد ويريدون استقراره ورخاءه، وعودة دوره الريادي في المنطقة في كل المجالات.
نعم إن الكويتيين المخلصين يحنّون الى عودة ايام العز التي عاشوها برعاية أب هذه النهضة المرحوم الامير عبدالله السالم الصباح، الذي احتضن طموحات هذا الشعب وأشرف على تحقيقها بكل طاقاته.
ودعوني أقدم لكم بعض الآراء والاقتراحات التي من الممكن أن تساعدكم على تحقيق هذه المهمة التاريخية، لا بل المفصلية في تاريخ الكويت، والتي إن فرطنا فيها قد لا تتكرر في المستقبل المنظور:
أولاً: اللحمة الوطنية هي وحدها التي ستحمينا من الزلزال الذي يجتاح الوطن العربي. تماسكنا جميعا بكل شرائح المجتمع دون استثناء هو الذي سيساعدنا على اجتيازه بأقل الخسائر. ويقيني أن التوتر والشحن السياسي اللذين يقف وراءهما مفسدون هما اللذان يعطيان صورة كاذبة ومبالغا فيها، توحي بوجود شرخ في اللحمة الوطنية، فالكويتيون يحب بعضهم بعضا، وهكذا عاشوا وهكذا سيستمرون.
فإذا كانت الظروف والوقت القصير لموعد الانتخابات لا يعطيان الفرصة للمّ الشمل لكل فئات الشباب الفاعلة في جميع المناطق التي تمثل جميع شرائح الشعب، فلا أقل من التنسيق فيما بينها ليرمي الشباب بثقلهم، وهم الأكثرية ومعهم الكثيرون من غير الشباب من المخلصين والمحبين للوطن، من أجل دعم العناصر النظيفة الكفؤة من المرشحين، ورفض كل أشكال التفرقة، سواء كانت عائلية أو طائفية أو قبلية أو مالية، فالمعيار الوحيد المطلوب هو الكفاءة والأمانة. وأود أن أركز على أمر مهم، وهو أن أي عمل جاد لابد له من آليات تنفيذ وخطط للتحرك من أجل ضمان الاستمرار والفعالية في الأداء.
ثانيا: المراقبة الفعلية لعملية الانتخابات، وذلك عبر:
1 ــــ التأكد من سلامة جداول الانتخابات وفحصها، لمحاربة نقل الأصوات أو تزوير الجداول. ولابد من إيجاد فرق متخصصة بهذه المهمة.
2 ــــ رصد كل التأثيرات المالية وغيرها، والعمل على توثيقها بالتصوير، أو ببثها مباشرة ليطلع عليها الجميع في وسائط شبكات التواصل الاجتماعي المتطورة المتاحة لكم، وأنتم خير من يعرف كيف يستعملها، وها نحن نرى فعاليتها في التحركات الشبابية في الوطن العربي وفي العالم كله.. نريد أن تكون الأجهزة المنوط بها الإشراف وإدارة العملية الانتخابية تحت رقابتكم الصارمة، تمهيدا لتشكيل ما يسمى بالمفوضية العليا للانتخابات كجهة مستقلة.
3 ــــ التأكد من أن كل المخالفات تسجل في المحاضر الانتخابية، وهذا حق لكل مرشح أن يثبت طعنه في هذه المحاضر.
4 ــــ عملكم لا ينتهي عند إغلاق الصناديق وإعلان النتائج، بل يجب أن تتم مراقبتكم للفائزين ممن دعمتموهم، للتأكد من أن أدوارهم في المجلس وخارجه تطابق تعهداتهم في خدمة الوطن وليس لخدمتهم الشخصية.
والمراقبة والمحاسبة يجب أن تكونا مستمرتين طوال عمر المجلس، عليكم ملاحقة نوابكم في دواوينهم وبيوتهم ومكان عملهم، وإشعارهم بأنهم تحت المراقبة بالطرق السليمة المعروفة إن هم خانوا الأمانة، لأن البعض عندما يضمن الكرسي يبدأ في حصد المكافآت والهدايا والأموال الحرام من أعداء الأمة، فقد شاهدنا كيف يدخل الواحد منهم الدورة الواحدة حافيا ويخرج منها مليونيرا، ولا يبالي بخسارته في دورة مقبلة.
5 ــــ استفيدوا من خبرة شباب الربيع العربي والعالمي في أعمالكم، لأنكم جزء منهم، وفي تعاونكم قوة لكم ـ مع الأخذ في الاعتبار مسألة الخصوصية الكويتية، المتمثلة في وجود دستور 1962 ـ فهم المستقبل الأكيد لهذا العالم والعون لكم في حل مشاكلكم. والمستقبل الزاهر الذي تدعون إليه هو وحده الضمان الأكيد لأمن الكويت وحمايتها. فالكويت، كبلد صغير في هذه المنطقة، لا تستطيع أن تشعر بالأمان ضمن إمكاناتها الذاتية، والاعتماد على الغير هو انتحار أكيد، لأن السياسة هي مصالح لا مبادئ، والمصالح السياسية متغيرة وغير ثابتة.
6 ــــ ارصدوا المرشحين الحاليين، لأن قوى الفساد تحاول أن تسقط المرشحين الوطنيين والمصلحين، بدفع مرشحين آخرين لتشتيت الأصوات فقط لمصلحة مرشحيهم الفاسدين مثلهم، لأنه يصعب عليهم دعوة الغير لانتخابهم، لذلك فهم يدفعون الآخرين إلى خوض المعركة الانتخابية، وهؤلاء يقعون في الفخ عن حسن نية. هؤلاء من الممكن معرفتهم عندما تظهر عليهم مظاهر النعمة فجأة، فمن كان يعيش في بيت متواضع ينتقل فجأة الى بيت أكبر وأحدث، ومن صاحب دخل محدود، يصبح قادرا على تمويل حملة انتخابية مكلفة تفوق إمكاناته المادية.. هؤلاء يجب رصدهم ومعرفتهم وكشفهم وكشف من ورّطهم، لأن اعتماده على «ربع» الديوانية والأصحاب لا يؤدي إلى النجاح، بل الى حجب الأصوات النظيفة عن المرشحين المفيدين للوطن. لذلك فإن التحايل في الرشوة، وتأجير البيوت أو سراديب البيوت، والتوسّع الواضح بتعيين المندوبين وإعطائهم مكافأة، هي في الحقيقة شكل من أشكال شراء الأصوات، يجب كشفها ومحاربتها.
7 ــــ الحكومة تعهّدت بإجراء انتخابات نزيهة، وعليه فإن الشباب مخول للتأكد من نية الحكومة في اختبارها، بالتعاون معها في كشف هذه التجاوزات، وإحالة مرتكبها الى العدالة، سواء كان راشيا أو مرتشيا.


كلمة أخيرة
إن تعاونكم وتفانيكم في خوض هذه المعركة ضمانة لمستقبلكم ومستقبل أبنائ‍كم.
إن إيماني بكم لا يتزعزع، فسيروا على بركة الله.
كل الطيبين في هذا البلد يدعون لكم بالتوفيق وسيساعدونكم في مهمتكم النبيلة هذه.