أقلامهم

محمد مساعد الدوسري: المتأمل في سيرة الكثير من المرشحين يجد أنهم مشاريع قبيضة ووصوليين

القبّيضة الجدد قادمون
محمد مساعد الدوسري

كل متأمل في سيرة العديد من المرشحين الجدد، يجد فيهم مشاريع قبّيضة ووصوليين بأي طريقة كانت، فهناك عدد من هؤلاء المرشحين عُرف عنهم التاريخ السيئ والوصولية والانتهازية، وهناك عدد كبير منهم على استعداد لاستغلال القبيلة والدين للوصول إلى كرسي مجلس الأمة، ولا بأس في الارتماء بأحضان بعض الشيوخ لضمان التمويل والدعم خلال العملية الانتخابية.
المثير في موضوع هؤلاء القبّيضة الجدد أنهم يتبنون خطابا انتخابيا مليئا بعبارات الدستور والقانون ومحاربة الفساد والمفسدين، وإعادة الكويت إلى ما كانت عليه من قبل، رغم أنهم كانوا من منتهكي الدستور والقانون، ومن أسباب الفساد في الكثير من الأماكن التي تولوا القيادة بها، سواء في المناصب الحكومية أو من خلال الجمعيات التعاونية أو الرياضية ..إلخ، وهذا الأمر يكشف محاولة هؤلاء القبّيضة الجدد لاستمالة الرأي العام والحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات بطريق التدليس.
أكثر الأمور خطورة في هذه الفئة الجديدة، أن بعضهم استطاع اختراق الحراك الشبابي وجبهة المعارضة التي تشكلت خلال مجلس الأمة الماضي، بل أن بعضهم خرج خطيبا منبريا في تجمعات المعارضة، واندمج مع اطروحات الشباب الوطني والنواب السابقين من المعارضة، وهو أمر استطاع من خلاله هؤلاء تقمص دور الوطنية والدفاع عن الدستور وحقوق المواطنين والشباب، علما أن أول من سينقلب على هذه المفاهيم هم هؤلاء القبّيضة في أول صفقة تعرض عليهم في حال وصولهم لمجلس الأمة.
الاستشهاد بحضور ساحات الإرادة والصفاة وقصر العدل، لا يمكن اعتبارها شهادة حسن سير وسلوك لبعض هؤلاء القبّيضة الجدد، فكان هناك العديد من الشخصيات التي تثير الريبة أو من عُرف عنها الفساد كانت متواجدة خلال هذه المظاهرات والاعتصامات، ولا يمكن اعتبار كل من حضر تجمعات الشباب داعما لهم ولأفكارهم ومنهجهم، فمنهم من يعرف أهمية حضور مثل هذه التجمعات، ويعرف أثرها على الناخبين ويسعى لركوب موجة المعارضة التي ركبها البعض مبكرا بينما أدركها البعض الآخر بشكل متأخر.
الجميع يحاول استغلال الحراك الشبابي في الفترة الماضية، وإن كنا نؤمن بدور الشباب الوطني في هذا الحراك، وما قدموه في سبيل إعادة الأمور لنصابها الصحيح في البلاد، إلا أن دخول بعض الأسماء المشبوهة وذات التاريخ السيئ لا يشفع لهم الاستفادة من هذا الحراك، ويجب أن تكون هناك حملة توعوية من قبل الشباب أنفسهم لكشف هذه الأسماء، حتى لا يؤخذ عليهم بعد ذلك مواقف من سيصل من هؤلاء القبّيضة على أكتافهم.