أقلامهم

ناصر المطيري: في واقع حياتنا اليوم نلحظ وجوداً واضحاً لـ “الشيخ زيطة”.. صانع العاهات

الشيخ «زيطة» صانع العاهات!


ناصر المطيري 


في إحدى روائع الروائي الكبير نجيب محفوظ وهي رواية «زقاق المدق» التي نشرها في عام 1947 تجد ضمن شخصيات الرواية شخصية «الشيخ زيطة» هذه الشخصية غير السوية التي تنتمي الى العالم السفلي.. انه زيطة صانع العاهات واحد من قاع المجتمع وهو لا يزور احدا ولا يزار ومهنته تتلخص في أنه يصنع العاهات للذين ضاقت بهم الأرض من الفقراء وبعض النصابين لاحتراف الشحاذة (التسول) لكي يكسبوا بهذه العاهة تعاطف الناس فيعطوهم مما أعطاهم الله.
والشيخ زيطة هذا صاحب خيال مريض يتمنى في نفسه تعذيب كل الناس ويتمنى لو أن يكون أغلب أهل الأرض شحاذين.. فالشحاذون يأتون له ليصنع لهم العاهات، فالقادم له صحيحاً يخرج من عنده مبتور اليد او الساق او مفقوء العين او… وترى هذه الشخصية تقضي أوقات فراغها في تخيل أنواع جديدة واشكال جديدة للتعذيب الذي تتمناه للناس، وتكون هذه الشخصية التي تمتلك خيالا شريرا في الزقاق هي نفسها التي تجدها في واقع الحياة من شخصيات تقوم بتشويه الحياة بصور عديدة، فالحياة التي تحمل الخير هي نفسها التي تحمل الشر. كما يقدمها محفوظ في روايته وكما عالجها كثيرا في معظم قصصه.
وواقع حياتنا اليوم بمختلف جوانبها سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاعلامية نلحظ وجودا واضحا «للشيخ زيطة» يمارس دوره السيئ في صناعة العاهات التي تتصدر الواجهة السياسية والاعلامية من أجل تحقيق أهداف مريضة وغير سوية تلوث المجتمع وتنخر في بنيانه وتفتت صفوفه.
والشيخ زيطة صاحب نجيب محفوظ لا يختلف عن صاحبنا من حيث ان «الشيخ زيطة بتاعنا» أيضا يمارس نشاطه في صناعة العاهات للبعض من خلف ستار.. بل يبدو أنه أصبح لدينا أكثر من «زيطة» في البلد كلٍ ينافس الأخر في أن يسخر لصالح مجموعة من «سقط المتاع» من الناس ويوجههم لتحقيق مآربه الفاسدة وكلهم يعملون بكتمان شديد وفي ظلام بعيد عن الاضواء.
ويتضـح دور الشيخ زيطـة الكويتي بقوة في هـذا الوقت بالذات حيث الانتخابات والنشاط الاعلامي الساخن فتطل علينا العديد من العاهات السياسية التي تبث سمومها وتستغفل عقول السذج من الناس بمعسول الكلام والحديث عن الوطنية وبث حالة التعنصر في المجتمع.. ودس السم في الدسم من أجل نشر ثقافة الاقصاء والغاء الآخر.. وتلك هي الغايات المريضة التي يسعى لتحقيقها الشيخ زيطة بواسطة أتباعه من ذوي العاهات وسقط المتاع الذين يمدهم بالمال ويضفي عليهم غطاء سلطته ونفوذه.. فتباً لك ياشيخ زيطة.