أقلامهم

عبدالله الهدلق يكتب: حماقات الفرس وتَهوّراتهم لها من يردعها

حماقات الفرس وتَهوّراتهم لها من يردعها


عبدالله الهدلق

تُشكل القدرات الدفاعية للمملكة العربية السعودية عنصرا اساسيا لاستقرار منطقة الخليج العربي، وقوة ردع حاسمة امام تهورات وحماقات النظام الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران، لذا فقد جاءت صفقة الاسلحة الامريكية الاخيرة التي بلغت قرابة (30) مليار دولار والتي تشمل طائرات مقاتلة وعمودية متعددة الأغراض، وذخيرة وقطع غيار، وتحديث طائرات، وصيانة وتدريب ومساندة على مدى سنوات عديدة، جاءت تلك الصفقة كخطوة متقدمة توجه رسالة قوية الى بلاد فارس «ايران» التي هددت – ولكنها تخسأ ولن تجرؤ – بإغلاق مضيق «هرمز!» امام الملاحة الدولية، كما تأتي تلك الصفقة في وقت تصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة الامريكية وبلاد فارس «ايران»، كما ان الصفقة مرتبطة بشكل كامل ومتلازم بالتهديد الفارسي لمنطقة الخليج العربي والاطماع الفارسية في الهيمنة والتوسع، والاخطار الفارسية التي تهدد سيادة دول الخليج العربي وامنها واستقرارها.
ترسخ تلك الصفقة التزام الولايات المتحدة الامريكية بتعزيز القدرات الدفاعية الجوية السعودية كعنصر اساسي للأمن الاقليمي لمنطقة الخليج العربي، كما تعزز تلك الصفقة التاريخية المصالح القومية الامريكية وتبعث برسالة قوية الى بلاد فارس «ايران» مفادها ان الولايات المتحدة الامريكية لن تسمح بالعبث باستقرار منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط وتهديد دولها، كما ان صفقة المقاتلات الامريكية للمملكة العربية السعودية ستعوق تهديدات بلاد فارس «ايران» وحماقات وتهورات قادة نظامها الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران، وحققت تلك الصفقة انجازا تاريخيا في الشراكة الامريكية السعودية الطويلة الأجل.


التهديد الوجودي لإسرائيل قائم رغم النفي


من المعلوم بالضرورة في عالمي السياسة والصحافة ان النفي اثبات، فعلى الرغم مما صرح به رئيس الموساد «تمير باردو» من ان حيازة بلاد فارس «ايران» سلاحا نوويا لا يشكل بالضرورة خطرا وجوديا على اسرائيل، الا انه ألمح وان لم يصرح في حديثه امام الاجتماع السنوي لسفراء اسرائيل في العالم الذي عقد في القدس بتاريخ 27 ديسمبر (2011) الى احتمال شن هجوم عسكري ضد المواقع والمنشآت النووية العسكرية لبلاد فارس «ايران»، لكنه صرح بأن اسرائيل تعمل بواسطة وسائل عديدة من اجل احباط البرنامج النووي الفارسي وسنستمر في هذا العمل.
وعلى الرغم من ان «باردو» قد قلل من خطر حصول الفرس «الايرانيين» على قنبلة نووية وقال ان ذلك لا يعني القضاء على دولة اسرائيل ولا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل الا انه اوعز الى رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بأن حيازة بلاد فارس «ايران» سلاحا نوويا خطر يهدد وجود اسرائيل وانه يحظر ان يكون بحوزة النظام الفارسي الزرادشتي سلاح نووي في هذه الفترة بالذات وان على جيش الدفاع الاسرائيلي الاستعداد لتنفيذ كافة الخيارات بما فيها شن هجوم عسكري ضد المفاعلات والمواقع والمنشآت النووية الفارسية.


فتح و«حماس!» انقسامٌ وصراعٌ دائمٌ


لم تفلح سلسلة الاجتماعات التي عقدت في القاهرة أخيرا بين حركتي فتح و«حماس!» الارهابية وبينهما وبين الفصائل «الفلسطينية!» الاخرى في انهاء الانقسام والصراع المحتدم، لأن التدقيق في النتائج الواقعية لاجتماعات القاهرة وحواراتها توضح فشلها واخفاقها بسبب حسابات الحركتين واجنداتهما المختلفة والتوازنات بين التيارات المتصارعة داخل كوادر كل حركة على حدة الامر الذي اعطى للمتأمل ايحاء بأن لا امل يرجى في التصالح أو التوحد أو التعاون بين تلك الفصائل المتصارعة والمنقسمة تبعا لمصالحها الخاصة.
يُخطئ المغرقون في التفاؤل عندما يظنون ان حوارات القاهرة قد حققت المرجو منها كمدخل مقبول لمصالحة قابلة للتنفيذ وصالحة للحياة قبل ذلك، يمكن ان ترأب الصدع أو ترمم الشروخ والتشققات في جدران العلاقات بين غزة ورام الله أو تسرع في ملف «حكومة الوفاق!!»، والنتيجة الحتمية لكل ذلك هي تعثر جهود استئناف مفاوضات السلام بين دولة اسرائيل و«الفلسطينيين!».
جميع ملفات «المصالحة!» غير قابلة للتطبيق مثل «توحيد الاجهزة الامنية!» الذي استعصى على كل مساعي الحل، لأن قادة «حماس!» الارهابية مثل محمود الزهار وقادة كتائب «القسام!» يناصبون مساعي المصالحة العداء ويسعون جاهدين لتخريبها وافشالها بعد ان تحول قادة «حماس!» الى تجار الانفاق وتهريب الاسلحة ورعاة الارهاب الممتد من السودان الى اليمن مرورا بسيناء ودمشق متعاونين في ذلك مع «حزب الله!» الارهابي المهزوم والموالي لبلاد فارس «ايران».