أقلامهم

علي البغلي يكشف عن وجهه “المذهبي” مرة أخرى.. ويشبه النواب والمرشحين الإسلاميين باليهود المتشددين

أنتم وإياهم في التزمت وجهان لعملة واحدة!
علي أحمد البغلي 
 
كتبت بالأمس عن كف بعض أعضاء مجلس الأمة ممثلي التيارات المتشددة الإقصائية للفكر الآخر أذاهم مؤقتاً عنا، لأنهم مشغولون بما يرتب عودتهم للكرسي الأخضر، حيث المال الوفير والجاه، وإملاء الإرادة.
في هذه المرحلة كنت متابعاً لما يقوم به متطرفون من الجانب الآخر فوجدت في حراكهم شبهاً عجيباً بما يقوم به جماعتنا، وما يتحفونا به من طروحات متزمتة، هي نسخة طبق الأصل من طروحات أبناء عمنا من قوم «موسى»، أو اليهود على وجه التحديد، ومن قبل الأجنحة المتطرفة في مجتمعهم المفترض بعلمانيته!
مئات اليهود المتشددين تظاهروا مساء السبت الماضي في معقلهم «مياشياريم» في القدس ضد وسائل الإعلام التي يقولون عنها انها «عدوانية» ضدهم في جو من التوتر بين أوساط المتدينين والعلمانيين في إسرائيل.
يهود إسرائيل يقولون عن بعض وسائل الإعلام التي تنتقدهم انها «عدوانية»، وأقرانهم في بلدنا يقولون عن بعض وسائل الإعلام التي تسلط الضوء على ممارساتهم غير السوية انها إعلام «فاسد»، وهدد أحد أكبر أساطين التأزيم في تلك المجموعة بمساءلة سمو رئيس الوزراء «المعين» إذا لم يضع حداً لإيقاف ذلك الإعلام الذي لا يشيد بمنجزات جماعة نائب التكفير والتشدد!
هدف التجمع اليهودي الأساسي كان الاحتجاج على سجن عضو من جماعة المتشددين اليهود في مياشياريم، متهم بالوقوف وراء هجمات فئة من المتشددين على مكتبة في حي يوصف بأنه ليبرالي جداً.. وهو ما يذكرنا بحدث مشابه منذ سنوات عدة، عندما عزمت جهات التنفيذ في الحكومة على إغلاق مكتبة «الفتنة الطائفية»، لأنها تبث دعوات الكراهية والتكفير، ليأتي بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين وناشطون من التيار المتشدد نفسه ليمنعوا بالقوة تنفيذ القانون على مركز الكراهية والتشدد المذكور!
* * *
اليهود الذين يطلق عليهم جماعة «الحديديم»، أو اليهود الحديدية، وتعني بالعبرية «الأتقياء»، هم يهود متشددون لديهم قراءة متشددة للشريعة اليهودية، وينادون خصوصاً بفصل تام بين الرجال والنساء في الأماكن العامة وبالأخص في حافلات النقل العام.
ونحن نقول للتيار الليبرالي الإسرائيلي عندنا وعندكم خير.. فجماعتنا اللي هم نسخة طبق الأصل من جماعتكم نجحوا لدينا في فصل التعليم المختلط، وفي فصل الجنسين في حافلات النقل العام، ومنعونا من إقامة الحفلات إلا بضوابطهم، وقائمة كبيرة من المحظورات التي يتشارك فيها متطرفوكم ومتشددونا، والتي تذكرنا ممنوعاتهم ومحظوراتهم في بعضهم البعض الآخر، فهم بهذه النظرة المتزمتة المنغلقة وجهان لعملة واحدة، مع أن بينهم (أي جماعتكم وجماعتنا) ما صنع الحداد!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم