كتاب سبر

2011 كشف الأقنعة وأسدل الستار

هكذا بدأ 2011 بربيع وانتهى بالربيع وبالأصل لم يكن ربيعًا؛ لعدم نزول المطر، ياله من عام اقتلع أقنعة المتخاذلين وكاد أن يقتلع أجساد وليس أقنعه!!

عندما طرق باب الذكرى الخمسين بالعيد الوطني والتحرير العشرين، وأحداث الكوادر والإضرابات وانتهى بإغلاق باب الترشح للانتخابات، وتبرع دماء “البدون” في المسيرات، يا له من عام مليء بالأحداث والمفاجآت، كلٌ منا عاش أحداثه بحبس للأنفاس من استقالات وزارية وتجمعات شبابية، وإيداعات مليونية وعراك بمجلس الأمة يوميًا، عامٌ مختلفٌ تماماً عن تلك الأعوام.

ولكن الذي شد أنفاسنا وأهول مسامعنا؛ تلك الإيداعات المليونية والتضخمات الحسابية، التي كانت من بطولة النواب المتخاذلين: باعوا الوطن.. باعوا الذمم من أجل المال وارتادوا الأقنعة المزيفة؛ لتمرير مصالحهم، تضخمت حساباتهم بأكلهم نصيب الأجيال!

وقفوا ضد التنمية.. وضد مكتسبات المواطنين المستحقة؛ لكي يضاعفوا أرباحهم من المال الذي هو من غير وجه حق، حبهم للمال أعمى قلوبهم وبصيرتهم.

قال المولى عز وجل { وتأكلون التراث أكلاً لما وتحبون المال حباً جما كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا وجاء ربك والملك صفاً صفا وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى}.

فقارون أتاه الله كنوز الدنيا، فخرج يتباهى بأمواله مع أن هناك حسرة وكسرة وضعف بالفقراء، بل تكبر قارون وفسد في الأرض فتهاوى طغيانه وخسف الله به الأرض.

واليوم ضعفاء النفوس سقطوا بالفخ الذي لم يحسبوا له حسابًا، وشباب التغيير اليوم كانت كلمتهم كالسيف على رقاب المتخاذلين والانبطاحيين والمرتشين آكلين أموال الأمنين.

فبدأت تتساقط الأقنعة بفضل الله وسواعد الشباب الأحرار، وسراية الحق الشبابية اليوم تنجز مهمتها في الدوائر الخمس، فأقلعت رؤوس الفساد واحدة تلو الأخرى؛ بدايةً من الدائرة الخامسة عند اقتلاع أشجار الشوك التي كانت تسبب بإعاقتها وصول الحقوق لأصحابها.. واستمرار السراية إلى الرابعة الصامدة، ثم إلى الثالثة المحيرة، وبعد ذلك إلى الثانية التجارية ثم الأولى الأغلبية، هذه السراية جرفت بعض الأشجارالشوكية التي استهلكت كميات كبيرة من المال عفواً الماء المالح!

ونرى بعد وضع الشباب اليوم بصمته في حق المتخاذلين والمتكسبين في قطع الطريق عنهم وإبعادهم عن الحياة الديمقراطية والأعراس الانتخابية تفوح رائحة شراء الذمم، ولكن الشباب الكويتي قادر على انتشال باقي العينات المتشبثة بالنفس الأخير، كقصة المرأة التركية، التي كانت تلد أثناء شنقها فهذا النفس النهائي يخرج، ولتكن بصمة الشباب أصلية في يوم الاقتراع.

نعم، سيكون عرسًا انتخابيًا على أعلى مستوياته؛ لأنه ببصمة شبابية بحته وكعمل المسمار بالأداة.

سوف تبحر كراسي البرلمان في محيط الأحرار الذين هم أولى بالدفاع عن مكتسبات المواطنين ولايخافون لومة لائم، ياله من شعور يوجع ويؤلم المتخاذلين وهم ينظرون إلى كراسيهم التي كانوا يجلسون عليها في ” قبة عبدالله السالم ” والآن يجلسون عليها أحرار سيسجل التاريخ هذا الحدث.

نرى اليوم مابقى من المتخاذلين إلى إعداد برامجهم الانتخابية حل القضايا العالقة منذ أعوام وكأنهم سوبر مان، ومنهم ممن جعل القضايا الإنسانية وسيلة للوصول إلى المجلس، وشعاراتهم اليوم مكشوفة وهم ينددون بمطالبة زيادة الرواتب وإسقاط القروض، وكأنه بطل فلم توماس كروز بصعود برج خليفة ؛ ومنهم من يريد الصعود على حساب القضية المهمة والأهم على جميع المستويات وهي قضية البدون التي طال انتظارها؛ من الممكن هذه القضية أن تخرج من عنق الزجاجة ولكن الإيدي الخفية تحبسها ولاننسى أن يدى الله فوق أيديهم ، وصفاء قلوب البدون بورودهم ودمائهم رسموا لوحة أبهرة العالم وكانت لهم عز وافتخار، وبقدرة قادر سوف ينالون حقوقهم كاملة مع بداية هذا العام. الكويت ستكون أجمل مع عامها الجديد وبسواعد شبابها الأحرار.

هبطت الكويت اليوم من سفينة 2011 وركبة سفينة 2012 لتبحر بها إلى عالم محيطات الإنجاز والتطوير والتغيير ؛ فكويت اليوم تختلف عن كويت الغد بسواعد شبابها الأحرار صف واحد وبكلمة حق واحدة يصنع القرار وتتجدد الآمال.

تستمر الحياة وتبقى الذكريات، نسأل المولى عز وجل أن تكون أيامنا وأعوامنا القادمة خير وأمان وطاعة الرحمن.



محبكم / فهدالرفاعي.