أقلامهم

ذعار الرشيدي: وهكذا هم غالبية من يسمون أنفسهم «ناشط سياسي».. متسولون على أبواب النافذين

 التسول السياسي أحسن من «المندي»!


ذعار الرشيدي


كتب أحد الظرفاء على موقع اقتصادي كويتي «إذا كنت تمتلك 22 ألف دينار وأردت مشروعا ناجحا يدر عليك الآلاف سنويا، فافتتح مطعم مندي» قرأت الموضوع ووجدت ان الأخ الظريف قام بعرضه بشكل حسبة تكاليف هذا المشروع البسيط وضمنه مشروع دراسة جدوى مصغرة أثبت خلالها ان الربح الشهري في الأشهر الستة الأولى يتراوح بين 1500 و2000 دينار، والحقيقة انه وعلى الرغم من اعجابي بما كتبه المشارك حول مشروع مطعم المندي إلا انني لا أملك العقلية التجارية الكافية لأستطيع الحكم على جدية جدوى الدراسة التي قدمها، ولكن هناك مشروعا أكثر ربحية من مشروع مطعم المندي في الكويت ولا يكلف لا 22 ألف دينار ولا حتى 4 دنانير ونصف الدينار، وهو ان تقوم بعمل تجمع سياسي تحت أي مسمى وأي مذهب، بل ويمكن ان تشكله من 3 أنفار حتى ولو لم يكن أي منهم بمن فيهم أنت صاحب التجمع لا يفرق بين الألف و«كوز الدرة» والأدوات بسيطة ومتوافرة، كأن تكون لديك ديوانية، ولكن عليك ان تلغي منها «الكوت بستة» وتخفي «جهاز البلي ستيشن» وتضع ميزانية صغيرة جدا للشاي والقهوة وعشاء أسبوعي، الامر حتى الآن لا يكلف اكثر من 150 دينارا شهريا، وربما حتى لا تدفع ذلك المبلغ، بعدها قم بالترويج لنفسك كـ «ناشط سياسي» وهو أسهل لقب يمكن الحصول عليه من الكويت، ولا يكلفك الأمر سوى «فاكس» ومعرفة جيدة بفاكسات الصحف وابدأ بالترويج لنفسك وقم بإطلاق التصريحات في «الطالعة والنازلة»، وبالمناسبة لقب «ناشط سياسي» منتشر أكثر من انتشار العمالة الهامشية في البلاد فلا تكاد تسير في الشارع إلا وتصطدم بشخص يدعي انه «ناشط سياسي».
بعد الترويج لشخصك الكريم وبعد إسباغ لقب «ناشط سياسي» على روحك قم بدعوة سياسيين «عليهم القيمة» وذلك من أجل ان ترفع قيمة لقبك الرخيص جدا، واعقد ندوة أو ندوتين ولا بأس ان تطلق على تجمعك السياسي أنت والأنفار الثلاثة اسما رنانا، لا تستخدم التاريخ فقد أصبح مستهلكا، واختر اسما طويلا لتجمعك يمكن من خلال هذا الاسم ان تختصره الى كلمة واحدة كـ «دعد» أو «جند» أو «خمد» المهم ان يكون له «رنة»، بعدها سيبدأ مشروعك السياسي الرخيص التكلفة بجلب الأموال عليك، لا تسأل كيف أو من أين؟ ستجد من يطلب ان تصرح عنه أو تدافع عنه أو تنضم لحركته، كائنا من كان هذا الشخص فلن يكون انضمامك له أو دفاعك عن موقفه بالمجان، وان لم تجد من يذهب اليك أو يطلب ود تجمعك السياسي، لا بأس من ان تتسول به وتستخدمه تماما كما يستخدم المتسولون بطاقات الإعانات في عرضها أمام المارة عند طلب الحسنة، وأبصم لك ستجد من يعطيك وهم كُثر بالمناسبة، هذا المشروع لن يكلفك شيئا وسيدر عليك دخلا جيدا، بحسب الشخصية التي ستتسول منها دعم تجمعك السياسي، ومن يدري، ربما «سواها الحظ معاك» وتمكنت من الترشح لمجلس الأمة، عندها ستحصل على أموال اكثر، وهكذا هي السياسة في الكويت.. بطعم الدينار، وهكذا هم غالبية من يطلقون على أنفسهم لقب «ناشط سياسي»، أغلبهم وليس جميعهم طبعا، متسولون على أبواب النافذين، ولا عزاء لمشهدنا السياسي سوى انك تعرفهم وتعرفهم انهم يتسولون باسمك واسم وطنك على أبواب السياسة.