اقتصاد

أمير سعودي: دول الخليج لا تنتظر دعماً من تركيا إذا افتقرت.. وتركيا: الخطأ من المترجم

رداً على ما تضمنه تصريح وزير الاقتصاد التركي أخيرا بشأن توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج واستغرابه من تجميد دول الخليج المفاوضات مع بلاده بشأنها، أكد مساعد وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن دول مجلس التعاون الخليجي الست لا تنتظر دعماً تركياً إذا انخفضت أسعار النفط .

واستغرب الأمير عبد العزيز بن سلمان من تصريحات وزير الاقتصاد التركي الأخيرة مؤكداً أن جاغلايان يعلم مسبقا أن دول مجلس التعاون تبنت قرارا منذ أكثر من عام بإيقاف مفاوضات إبرام اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول والمجموعات الاقتصادية لحين الانتهاء من دراسات تقييم الجدوى الاقتصادية لهذه المفاوضات، إضافة إلى أن زيارته للمملكة كانت ثنائية وليست بغرض توقيع اتفاقية التجارة الحرة.

وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان أن مفاوضات التجارة الحرة بين دول الخليج وتركيا متوقفة منذ أكثر من عامين ولم يتحقق تقدم فيها نظراً لأن التركيز من الجانب التركي كان على السلع، وأن دول مجلس التعاون اتخذت قراراً بعدم النظر في إجراء أي مشاورات أو مفاوضات مع الدول أو المجموعات الاقتصادية التي تتخذ إجراءات الغرض منها فرض رسوم على منتجات دول مجلس التعاون، وتركيا من الدول التي تفرض رسوما بدعوى الإغراق على صادرات شركة سابك، وبكلام وزير الاقتصاد التركي يريد تجاوز تلك العقبات والتوقيع على اتفاقية تجارة حرة”.

وتابع الأمير السعودي “يعلم الوزير أن اتفاقيات التجارة الحرة لها منافع للطرفين بشكل متكافئ وليست من طرف واحد”، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي” لا تنظر لهذه الاتفاقية على أنها مشروع دعم من الحكومة التركية عندما تفقر بسبب انخفاض أسعار النفط !!”.

وأوضح” أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وتركيا يصل إلى ستة مليارات دولار، بينما زيادة أو انخفاض أسعار النفط بدولار واحد سيعود بالزيادة أو الانخفاض بما يقارب ثلاثة مليارات دولار على المملكة، وكذلك المديونية التي تصل في تركيا إلى أكثر من 40 في المائة من الناتج المحلي”.

ومن جانبها حاولت الملحقية التجارية التركية في جدة تدارك الأمر في توضيح لها الجمعة حيث ألقت باللائمة على أحد المترجمين بشأن اللبس الذي حصل بعد حديث وزير الاقتصاد التركي بشأن اتفاقية التجارة الحرة خلال زيارته الأخيرة للسعودية، مبينة أن المترجم الخاص بالوزير أخطأ في ترجمة بعض ما جاء في التصريح، وأوضحت أن حديث وزير الاقتصاد التركي بشأن توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج لم يكن يهدف منه إلى الضغط على دول المجلس لتوقيع هذه الاتفاقية مع بلاده، وإنما كان يقصد أن توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين بلاده ودول مجلس التعاون سيؤدي إلى زيادة الأرباح والتبادل التجاري بين الطرفين، وأن كلمة (سوف تخسرون) التي وردت يعني بها الخسارة التجارية جراء عدم التوقيع وليس أي أمرا آخر.

ويذكر بأن جاغلايان قال في وقت وقت سابق ان دول الخليج جمّدت مفاوضات التجارة الحرة مع تركيا في الوقت الحالي دون أن يفصح عن أسباب ذلك،واصفاً المفاوضات التي تقوم بها تركيا مع دول مجلس التعاون الخليجي بالجرح الدامي بالنسبة لهم، مشدداً على أن تركيا كانت جاهزة للتوقيع، وهي تنتظر حالياً موقف دول الخليج.

وأكد أن الدول الخليجية تخسر بهذا الإجراء، مشيراً إلى أن النفط قد يؤدي إلى غنى وقتي، لكنه لن يكون مستداماً،وأن دول الخليج وعلى رأسها السعودية بحاجة إلى استثمارات صناعية ضخمة لا تتحقق إلا من خلال توقيع اتفاقيات التجارة الحرة.