كتاب سبر

في افتتاح المقر الانتخابي

وجدته في أحد المقرات، ببطنه المنتفخ، وقد جلب معه كيساً؛ كي يغنم من “علب العصير” وبعض الأطعمة، لاتقف يده عن مسح بطنه بطريقة مستديرة كأنه يبارك حجمها، رأيته وقد اهريق ماء وجهه، وخفت منه الحياء، يتحرك بشرهٍ لعلمه أن الليلة سيبيت هانئاً بعد ابتلاع” المفطح” رغم غناه عن كل هذا!
أشحت بوجهي عنه لأشاهد مجموعة من كبار السن قد جلسوا منذ وقت باكر، يتجاذبون أطراف الحديث، ويحللون الأوضاع الانتخابيّة ببساطتهم المعتادة وبما لديهم من عفوية ، ويعترضون على بعضٍ ليثبت كل منهم أن الخبر اليقين عنده قبل وصوله لجهينة، ويختتمون كلامهم بدعاء لمرشحهم بروح نقية.
وهناك شباب يتبادلون الضحكات والمزاح قد أشرقت وجوههم حماساً وفرحا، أحدهم يسمعك مكالمته كلها وكأنه يقول: اسمعوني لدي موضوع مهم.. يتحدث لتشعر أنه الداعم ” والدينمو” المحرك للحملة الانتخابية بأكملها، وقد تكتشف أن علاقته بالمرشح تكاد تكون معدومة.
وهناك في طرف بعيد، بعض المناصرين لمرشح آخر يحيكون ويدبرون مؤامرة ضد صاحب المقر ، ويرتبون الأسئلة والأدوار، لتعلم أن الناس على هموم متفرقة وعقول متفاوتة.
بالرغم من هذا كله شد انتباهي بعض الشباب في اللجنة المنظمة وقد ارتدوا” الباجات” على صدورٍ تعانق السماء بشموخها وثقتها، كأنهم قد أعدّوا العدّة لنصرٍ مؤزر، هكذا قالوها إيحاءً وبهاءً… يقطع هذه ” البانوراما” من التأمل طرقات عريف الندوة على “المايكريفون” معلناً بدء ندوة افتتاح المقر.
ليسمعك ارتداد الصدى الطائف نحو كل من رأيت؛ ليستقر في قلوب من اقتنعوا بصاحب المقر، رغم جلوسهم في البيوت!
حمود ناصر العتيبي
Twitter:@humod2020
Qlm97@hotmail.com