منوعات

عفواً.. أيَّها الثوّار فالفستق الحلبي والقات اليمني لا يعنياننا!

ثوار سوريا، تدهشنا حماستكم، وتدعونا شجاعتكم إلى أن نصفق لكم، وأنتم ثوار اليمن، ما أروع إصراركم! رغم مراوغة عانيتموها، وحقيقة شعرنا نحن بالملل من تردادها على مسامعنا وأبصارنا.

أيها الثوار العظماء، تجري دماؤنا في عروقنا منتشية بالإعجاب بصورة رائعة، تترجم عزيمة الإنسان للوصول إلى الحرية، وتقديمه روحه في سبيلها، إن وجدها تنعَّم بها حيث يحيا كريماً، وإن زهقت نفسه قبل تلمسها قدمها لذويه وأبناء وطنه، كي يشعروا أنهم أناس يستحقون الشعور بكرامة الإنسان.

أعزاءنا، ثناؤنا لكم موصول، ودعاؤنا لكم متواصل، لكن أحبابنا لا تطمعون في أكثر من ذلك؛ فنحن في غنى عن فستقكم وقاتكم، فهما في الحقيقة لا ينهضان لدفع فواتيركم.

نعم،،، أحبابنا … مشهد ثورتكم هو ذاته ما كان في جارتكم ليبيا الجديدة، وإن كان يسمو عليه، لكن البريق من الأسود قد يكون، خصوصاً إذا كان من أجود ما احتوته الأرض، إنَّه النفط، حيث يكون من اليسير حشد الحشود وجمع الجموع، فالجهد نبذله ـ حقيقة لا نخفيكم ـ على قدر الثمن.

إنهاء النظام الجاثم على صدروكم قد نرجوه لكم، لكن ألا تقرأون، ألا تشاهدون؟! ويحكم ماذا تنتظرون؟! أن نهب لنجدتكم…، أحبابنا، في عصرنا يرمى الحجر حيث يكون الثمر.

ما كان أجدر بكم أن تعتمدوا على جهدكم ، فلا تنتظروننا، فوقودكم لا يحرك جحافلنا، نعم الفستق للصحة مفيد، والقات قد يسلينا، لكن غناؤنا عنه يزهدنا فيه.
«ثم تعالوا هنا»، أتريدون لثورتكم نجاحاً تهز كراسينا، لا، لا نحب أبداً ذلك منكم، فليكن الحوار، ولتكونوا سلميين، نعم حقيقة نحب ذلك منكم.

الناتو، الجامعة، مجلس الأمن، اذهبوا جربوا، فخوض التجارب حق مكفول…

الحال أمامكم واضح، والرؤية لا تكلفكم عناء تفكير أو تحليل، فالضوء الأخضر لمجلس الأمن ليس محجوباً، قالها رئيس الوزراء القطري اليوم إن “مجلس الأمن لا ينتظر تحويلاً للملف السوري من الجامعة العربية، والملف لديه وهو سيد قراره وممكن أن يتخذه في أي لحظة”، لكن متى اللحظة؟، قالها الرجل: كان من الممكن أن تفعل الجامعة أكثر من ذلك لولا الواقع الذي تعيشه الدول العربية.

البيان الصادر عن اللجنة الوزارية التابعة للجامعة العربية مرفوض، ما من جديد، تدعون أنَّه ساوى بين الضحية والجلاد، ماذا كنتم تنظرون من رئيس فريقهم صاحب التصريح المدوي (الأمور هادئة ومطمئنة وما من شيء مخيف)؟، تنتظرون أن يأتي اليوم ليقول بأنه لاحظ التقدم الجزئي في تنفيذ نظام الأسد لتعهداته، قالوها، فماذا تريدون؟.
 
كافٍ لكم أن تدعو الجامعة الموقرة الحكومة السورية إلى تنفيذ الوقف الفوري والكامل لجميع أعمال العنف وعدم التعرض للمظاهرات السلمية لإنجاح مهمة بعثتها الموقرة، فلا تطمعون!!!

ثم ألا يكفيكم ما قاله العربي في مؤتمره الصحفي إن “مهمة المراقبين مستمرة وهم ماضون في تأديتها بأمانة تامة”، ألا تقتنعون؟!!

حتى قداسة البابا بينيديكت السادس عشر قالها لكم اليوم السبيل هو الحوار المثمر، ولم يقصر حيث دعا لكم  “إنني أدعو الله أن ينتهي سفك الدماء بسرعة وأن يبدأ حوار مثمر بين القوى السياسية في سوريا بحضور مراقبين محايدين”.

اصرخوا ورددوا أمانيكم فعزيمتكم وثباتكم قد تغنيكم عنا وإن كنا في غنىً، وإننا نخالكم لا تيأسون…