أقلامهم

وليد الغانم عن سرقات الديزل: متى يستفيق مجلس الوزراء ليواجه هذه الصدمات القاتلة التي تتعرض لها البلاد؟

ويستمر «بوق» الديزل.. والحكومة سلامات!
وليد عبدالله الغانم 
 
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مليونين ونصف مليون ليتر ديزل مدعوم مُعَد للتهريب والتصدير للخارج، تقدر قيمتها التسويقية بأكثر من نصف مليون دينار، وعدد كبير من الكونترات والصهاريج التي تحوي هذه الكمية الضخمة من الديزل المدعوم، موزَّعة على عدة مخازن ومستودعات بمنطقة ميناء عبدالله، وفي سبعة مواقع متفرقة، وتم التحفظ حتى الآن على 25 شخصا مشتبها بهم من جنسيات آسيوية وعربية. (كونا 2012/1/8).
لقد تفاقمت فضيحة سرقات وقود الكويت خلال السنة الماضية، وبلغت مداها حتى شكلت وزارة التجارة لجنة مشتركة مع جهات الاختصاص كالجمارك و«الداخلية» والموانئ و«النفط» للتحقق من هذه الكارثة الاقتصادية والأمنية والأخلاقية التي يصاب بها القطاع الأكبر أهمية في الكويت وموردها المالي الوحيد، مضت ستة اشهر تقريبا على اللجنة، وحسب علمي كان يُفترض بها تقديم تقريرها قبل شهرين، لكننا حتى الآن لم نسمع ولم نر شيئا مما فعلته اللجنة المذكورة، وبالعكس مازالت سرقات الوقود مستمرة ولا تتوقف بالرغم من الجهد المشكور لأفراد الداخلية وموظفي الجمارك المخلصين، الذين يكتشفون بعض السرقات، ومن المحتمل فوات سرقات أخرى عليهم.. قامت «النفط» أيضا بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع نفسه، قيل إنها قامت بفصل العديد من الموظفين المتواطئين بسرقة الديزل، وهذا تستر فاضح عليهم إن كانوا متسببين في الاختلاس، فالواجب كشفهم وإحالتهم للقضاء ومعرفة من وراءهم في هذا العمل المشين.
850 مليون دولار كانت خسائر تهريب وقود الكويت خلال سنة واحدة، وما زالت السرقات تتواصل، في اختراق عنيف لأنظمة الدولة وقوانينها، خاصة إذا علمنا أن 3 شركات فقط مرخص لها بالتعامل مع الوقود المدعوم، وهذا يعني احتمال وجود مسؤولين وموظفين في هذه الشركات، مستفيدين بطريقة أو بأخرى من عمليات التهريب.. يا ترى هل هو عمل محلي صرف أم أنه أكبر مما نتخيل؟ الجواب ان «ثمة عناصر استخبارات إقليمية متورطة في سرقة وقود من الكويت وتهريبه إلى دولة مجاورة عبر لنجات في ميناء الدوحة وفي المياه الإقليمية من خلال وسطاء في الكويت يتفقون مع تلك العناصر الاستخباراتية» (جريدة «الجريدة» 2012/6/16).
متى يستفيق مجلس الوزراء ليواجه هذه الصدمات القاتلة التي تتعرض لها البلاد في كل حين، فلا نكاد نتجاوز مصيبة حتى تدركنا أختها، والحكومة تكتفي بتشكيل اللجان وإصدار البيانات ثم النوم العميق؟.. اصحوا يا ناس اصحوا.. البلد في خطر، والله الموفق.