أقلامهم

بسام الشطي يسوق الأدلة على حرمة يوم القداس في الكنائس

حرمة حضور القداس في الكنائس وإليكم الأدلة
 د. بسام الشطي
 
بعض المسلمين يعتقد أن حضوره للقداس في الكنائس يظهر التسامح والوطنية وجلب القلوب أو الاستفادة من الأصوات في الانتخابات أو حتى يكون له حضور إعلامي ودولي ولو رجع إلى العلماء المسلمين ليسردوا له الأدلة القاطعة الواضحة لكان خيرا له في حاله ومآله ومن تلك الأدلة.
> قال الله تبارك وتعالى: {والذين لا يشهدون الزور} الفرقان:72، قال مجاهد أي أعياد المشركين وقال عكرمة: هو لعب كان له في الجاهلية، وقال الضحاك: هو كلام الشرك، فيا أخي إذا كان  الله قد صرح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل، لا مجرد الشهود فقط؟
> قال الله تبارك وتعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} النساء: 140، فكيف يجلس المسلم الموحد بالله في مكان يكفر فيه بالله ويضعون أمامه الصليب وصور ابن الله وزوجته وجبريل والصليب ومشاهد خطيرة وسجود لغير الله وترانيم محرفة وأساطير من أنه صلب ومات يوم الخميس ثم قام يوم الأحد ليجلس على يمين الرب أبيه!!
> عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال «ما هذان اليومان» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» رواه أبوداود والنسائي.
ووجه الدلالة ان اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، والابدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه.
> عن عطاء بن دينار ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليه» أخرجه البيهقي.. فعليكم بسنة الخلفاء المهديين الراشدين..
> عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر ان أعيده كما كان، وأما شتمه إياي: فقوله لي ولد، فسبحاني ان اتخذ صاحبة أو ولدا» رواه البخاري.
فكيف يجلس المؤمن في مقام يسب فيه الله وهو لا ينكر، بل يجلس بإرادته، ويبارك لهم ويهنيهم على ذلك الضلال المبين.
> قال النبي صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أحمد، فالمسلم يتشبه بالرسول وكذا بصحابته وبما عليه المؤمنين والمصلحين أما التشبه بالكفار فمن أخطر الأمور على دين المسلمين وقد أمرنا ربنا ان نخالفهم حتى في الطاعات والعبادات.
> ان الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} المائدة:48، فلافرق بين المشاركة في المنهج والمشاركة في العيد، والأعياد ترتبط دائما بالعقائد والأديان.
> قد نقل لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعله مع غير المسلمين من الأمور المباحة، كالبيع والشراء والمؤاجره وقبول الهدايا منهم والإهداء لهم وعيادة مريضهم والأكل من طعامهم والتصدق عليه عند المصلحة ونحو ذلك، والزواج من أهل الكتاب، ولو أنه هنأهم في أعيادهم لنقل ذلك إلينا أيضا..
> من الشروط العمرية التي اتفق الصحابة رضي الله عنه وسائر الأئمة والفقهاء بعدهم أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منهم من إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها والمشاركة فيها!!
وقد نقل شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم» الإجماع على تحريم المشاركة في أعياد المشركين وكذا العلامة ابن القيم في كتابه «أحكام أهل الذمة» وكذا قال الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا..
> أما الاستدلال بقوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} الممتحنة:8، المقصود العدل والمعاملة الحسنة والإطعام والكسوة أما المشاركة في الأعياد فليس هذا من البر بل من المداهنة المحرمة.. فلا مجاملة على حساب الدين والعلماء اجازوا تهنئتهم في الأمور الدنيوية كأمر الزواج وقدوم مولود وترقية في وظيفة أو نجاح أو افتتاح محل وغير ذلك من المناسبات الدنيوية وليست الدينية.  نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وان نكون ممن يعلمون فيعملون، ويعملون فيحصلون ويخلصون فيقبلون.