أقلامهم

وليد الجاسم يمتدح بيان “الداخلية” المتعلق بمنع أي تجمع جديد للبدون

بيان «بدون» رتوش!


وليد جاسم الجاسم

خيراً فعلت وزارة الداخلية بإصدارها بياناً أمس، يكمل ما صرح به لـ«الوطن»، وكيل وزارة الداخلية الفريق غازي العمر عقب آخر تجمع للبدون، وينهي (أو لنقل.. نأمل ان ينهي) سلسلة من التجمعات والتظاهرات التي أقامها عدد من الإخوة البدون في مناطق يقطنونها.. بعض تلك التجمعات التزم القانون ووجه رسائل إنسانية رقيقة، وبعضها تجاوز القانون وبلغ حد إهانة رجال الداخلية وقذفهم والاعتداء عليهم وعلى آلياتهم، وتدرجوا «صعوداً» في مطالبهم وصولاً الى إعلان أنهم لا يحتاجون ولا يريدون تعديل أوضاعهم الإنسانية ولكنهم مصرون على الحصول على الجنسية الكويتية ولن يقبلوا بديلاً عن ذلك، ناهيك عن مجموعة من الصيحات والشعارات تجاوزت حدود الأدب تجاه مؤسسات وأفراد في الدولة.
وزارة الداخلية، بل الدولة ذاتها كانت بحاجة الى قرار واضح توقف فيه أي تمادٍ محتمل في ظل اصرار بعض الخبثاء ممن يقودون ويحركون تجمعات البدون تلك أو غيرها من التجمعات على استغلال مرحلة الربيع العربي والظروف الإقليمية الحساسة وإحراج الدولة للحصول على أكبر مكاسب ممكنة في حالة انتهازية واضحة تحاول استغلال مواطن الضعف.
الجنسية الكويتية أولاً وأخيراً هي قرار سيادي تماماً لا يمكن فرضه على الدولة مهما ظن الخبثاء المخططون بانتهازية أن الدولة في حالة ضعف وتراجع، كما أن الجنسية الكويتية مكلفة مالياً جداً، اضافة الى أن إدخال أكثر من 100 ألف شخص قسراً ودون تمييز للمستحق من غيره الى الجنسية الكويتية من شأنه أن يؤدي الى خلل اجتماعي كبير في البلاد وتغيير في التركيبة السكانية ويحمل الدولة أعباء جديدة وهي أصلاً تعاني من عدم توفير متطلبات مواطنيها كما يجب.
عندما نقول ذلك، نحن لا نطعن في البدون، ولا نقلل من شأنهم كأفراد لهم حقوق وعليهم واجبات، ولكننا نقول ما يمليه علينا ضميرنا تجاه بلدنا وما يفرضه واجبنا نحوه خصوصاً ونحن في منبر إعلامي.
ختاماً..
تحية واعتزاز وتقدير للمرشح الحالي والنائب السابق مبارك الوعلان، لأنه النائب السابق الوحيد الذي امتلك الشجاعة والتوافق مع الذات، وحذر من أي عمليات تجنيس لغير المستحقين رغم انه مرشح للانتخابات القادمة.
أما عن باقي النواب الذين افتقروا الى الشجاعة والتوافق مع ذواتهم، فنحن نفهم أسبابهم.. ولكننا لا نتفهمها ولا نقبلها منهم أبداً، فلا يمكن أن تظهر غير ما تبطن وتجامل على حساب وطنك من أجل الكرسي الأخضر الوثير، واعلم أنك إن لم تمتلك الشجاعة اليوم لتقول رأيك، فلن تمتلكها بالتأكيد إذا وصلت الكرسي.