أقلامهم

مبارك الدويلة: نتمنى أن تسلك المعارضة في المجلس الجديد مسلكا أكثر واقعية بعيداً عن الصوت العالي

نريد معارضة جديدة
مبارك فهد الدويله
  


ثمانية نواب سابقين من المتهمين بتسلم رشى من اطراف مرتبطة بالحكومة، لن يكونوا في المجلس المقبل! إما بسبب عزوفهم عن الترشح أو لعدم تمكنهم من تجاوز تصفيات قبائلهم. مما يعني 8 من 15 من كتلة برلمانية كانت سببا في مطالبة المعارضة الدائمة بحل البرلمان السابق! هذا مؤشر إيجابي لدعاة الإصلاح، ومشجع على نتائج إيجابية للحملة الانتخابية الحالية. وبهذه المناسبة أتمنى أن تسلك المعارضة الجديدة في المجلس الجديد مسلكا أكثر واقعية وأجدى عمليا، وأن تبتعد عن أسلوب الصوت العالي الذي كرره الكويتيون في مجلسهم وعافوا ديموقراطيتهم من أجواء التأزيم المهيمنة على الجو العام! هذا الشعب يستحق منا أن نحقق له أمنياته بوجود مجلس منتج، ويعبر عن اهتمامات الناس وتطلعاتهم لأن هذا الشعب عندما وصل الأمر إلى تخريب الحياة الديموقراطية وتعطيل الدستور ونسف إنجازات الآباء، تناسى كل خلافاته مع المعارضة وداس على جراحه وخرج عن بكرة ابيه الى ساحة الارادة، ليقول للحكومة ارحلي وللمجلس الحق بها تعاطفا مع مطالب المعارضة السياسية.
لذلك يحق لهذا الشعب أن يطالب المعارضة المقبلة بنهج جديد وأسلوب جديد في التعاطي مع مجلس الأمة والحكومة المقبلة.
* * *
من السجن إلى الحكم
منذ أن بدأت التيارات الإسلامية تقطف ثمار نجاحاتها في دول الربيع العربي باكتساح غير مسبوق للانتخابات البرلمانية العامة، ثارت ثائرة الجماعة إياها في الكويت، وأخذوا يكتبون عن الأيام السوداء المقبلة على تلك البلدان، بل إن رئيس المدافعين عن حقوق الإنسان في الكويت أعلن مقدما فشل هذه الجماعات في إدارة الحكم في تلك الدول، وكأن عنده مفاتيح الغيب!
اللافت للنظر أن الجماعات الإسلامية كانت في السجون طوال عقود مضت في معظم هذه الدول، ومن لم يدخل السجن كان يعيش في المنفى على هبات اللجان الخيرية، وكانت وسائل الإعلام التابعة للأنظمة الحاكمة آنذاك مشغولة بتشويه تاريخ هذه الجماعات وتلفيق التهم لقياداتها كي تبرر زجهم في غياهب السجون، ومع كل ذلك وبعد حلول الربيع بكل تداعياته يرجع المنفيون من منفاهم، ويخرج السجناء من معتقلاتهم ويُستقبلون استقبال الأبطال من شعوبهم بكل أطيافهم، بل لم يقف الأمر عند هذا الحد بل كافؤوهم وردّوا اعتبارهم بتسليمهم الحكم بشكل ديموقراطي! فهذا وزير الداخلية التونسي يخرج من السجن بعد 17 سنة ليتسلم وزارة الداخلية، وهاهم «الإخوان المسلمين» في مصر، الذين مورست ضدهم جميع انواع التنكيل والملاحقة والسجن، ثم مع اول انفراج في هامش الحرية يكافئهم الشارع المصري بتسليمهم الحكم!
أتمنى من إعلاميينا في الكويت ان يستوعبوا الصدمة، وان يتعلموا من تسلسل الأحداث في مصر ودول الربيع العربي، فمهما حاولت أن تخدع الناس فقد تتمكن من ذلك بعض الوقت لكن لا يمكن أن تخدعهم طوال الوقت. عيشوا مع الواقع الجديد واركبوا موجة الصحوة الإسلامية الثانية، وإلا فاجلسوا في بيوتكم والطموا.