أقلامهم

عزيزة المفرج: فأكثر من نصف المجتمع تربّيه أمهات غير كويتيات


عطوا رياييلنا جنسية


عزيزة المفرج

الامارات تريد ان تعطي جنسيتها لكل وافد ولد على أرضها وأكمل ثمانية عشر عاما من عمره، طيب وخير يا طير، وليش كل ما طق أحد طبله، ركضنا وقلنا احنا قبله.ربما وجدت الامارات في هذا القرار، في حال صحته، فائدة لها، وربما شعرت بأهمية زيادة عدد أبناء شعبها بتلك الطريقة، وربما لا يهمها بتاتا ان يذوب شعب الامارات بكامله في غيره من الشعوب بعد ان تحولت الى دولة عالمية، أما نحن فلا يمكن ان نرضى بذلك، ولا يمكن ان نوافق على تحويل المجتمع الكويتي الى لبن سمك تمر هندي أكثر مما هو عليه الآن.صدام غزا أرضنا، ولم ينجح، لا بالترغيب ولا بالترهيب، في جعلنا نغير هوياتنا لنصبح عراقيين، وبالتالي سنقف في وجه من يحاول فعل ذلك من أبناء شعبنا، خدمة لمصالحهم الخاصة.
المجتمع الكويتي، فقد جزءا كبيرا من قوته وتماسك أفراده، فمن ناحية خسر بضعة آلاف من شبابه الذي وقع في مصيدة المخدرات، وأصبح عبدا لها، فلم يعد يهمه أسرة أو وطناً، ومجموعة أخرى تأثرت بالعولمة، فخرجت عن جلدها، وتخلت عن أدبها وحيائها، فتركت الذكورة وتخنّثت، أو حادت عن الأنوثة وتصبينت، ومجموعة ثالثة ابتعدت عن جماعتها حين باعت أهلها وعزوتها، وارتضت الزواج من خادمات المنازل، وسقط الدول الأخرى، وبقي هناك جزء يريد ان يعميها بالمرة، وهؤلاء هن الكويتيات المتزوجات من وافدين وجدوا فيهن فرصة للانطلاق.منذ سنوات بعيدة، أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية، تزوجت احدى مدرساتنا الكويتيات من شخص خليجي، وذهبت معه الى بلده، وهي أفقر من بلدنا بالمناسبة.لم تجلس تلك المدرسة زوجها الى جوارها في الديرة، وتطالب له بالجنسية والبيت وخلافه من الحكومة كما فعلت وتفعل غيرها من مواطنات متزوجات من وافدين، وكأنهن يشعرن بالعار من الزواج بغير كويتي مهما كانت جنسيته.طبعا لا نلوم الكويتية اذا طالبت الحكومة بمنح زوجها جنسية وسكناً وفوقها شهادة تقدير، وربما وسام مبارك الكبير لأنه تعطف وتنازل وتزوج من احدى بناتها، بعد ان صارت الأنانية طبعا مغروسا فينا جعلنا نحب لأنفسنا أكثر مما نحب لوطننا.أصبح المجتمع الكويتي، للأسف، دميرة، فأكثر من نصف المجتمع تربّيه أمهات غير كويتيات، بعضهن الله بالخير، وبالتالي لن يكون هناك حرص على انشاء مواطن يهتم بتماسك مجتمعه، ويعني بالمحافظة عليه مترابطا كما اعتاد ان يكون.على هؤلاء الكويتيات، ومن يطبل معهن لهذا الموضوع، ان يخشوا الله في الكويت، وطالما أنها تزوجت رجلا من جنسية معينة، فعليها ان تقنع بذلك، وترضى بقسمتها، فالكويت، باختصار، غير مكلفة بتجنيس الأزواج.