أقلامهم

مقال ساحن
عبداللطيف الدعيج: شطب المسلم قرار مبيت من أسرة الحكم وهو استقصاد وترصد لكل ما هو شريف في الكويت

مقاله اليوم اعتبر الكاتب عبداللطيف الدعيج قرار شطب النائب السابق د.فيصل المسلم بأنه قرار مبيت من الأسرة الحاكمة وكان ينتظر الدعم والإشارة القضائية، مؤكداً أن المسلم شرَّف مجلس الأمة وصفته النيابية، ولم يعرّض الشرف النيابي للازدراء، كما اعتبر قرار شطب بأنه الاستقصاد والترصد والانتقام والعداء لكل ما هو أمين وشريف ونظيف في الكويت. 


المقال يستحق أن يكون ساخناً.. والتعليق لكم: 


 


أدى الأمانة وشرَّف المجلس
عبداللطيف الدعيج  
حكومتنا، أو في الواقع، حكوماتنا العظيمة، صار لها أكثر من عشرين سنة عاجزة عن بناء جامعة جديدة. هناك رغبة لدى أغلبية من الشعب في وجود جامعة أخرى لتنفيذ الفصل بين الجنسين، وهناك قانون أصدره مجلس الأمة ورحّبت به الحكومة، يوجب ذلك ويستدعيه. مع هذا، مضى عقدان من الزمان ولم يتم وضع حجر الأساس للجامعة الموعودة.
وصل الصبّية بمدينة الكويت نسمع به منذ بداية القرن. خلص القرن ودخلنا قرناً جديداً، بل ألفية جديدة، وجسر الصبية لم يُفتتح. هذا ينطبق على كل مشاريع شعبنا وحكومتنا وأحلامهما. من طريق الحرير وبرج ألف ليلة وليلة، اسم على مسمى، لأنه كله خيال في خيال، حتى استاد جابر، الذي من كثر التعديلات عليه لم نعد نعلم إن كان افتُتح أم أنها تجارب لوضع حجر الأساس.
حكوماتنا مارست التردد، وأحيانا التلكؤ في كل شيء.. إلا في شطب النائب فيصل المسلم. فهذا القرار اتُّخذ في زمن فوق القياسي، لم يستغرق أكثر من ست وستين دقيقة وثلاث عشرة ثانية بالتمام والكمال. الأول الرقم الشيطاني، والثاني رقم النحس. ورجاء لا يقول لنا أحد إن اتخاذ هذا القرار كان سهلا، لأن لجنة أو إدارة أو وزارة الداخلية وحدها اتخذته. لم يتخذ هذا القرار المستشار بوجروة، ولم يوقعه وزير الداخلية، بل حتى الحكومة أصغر من اتخاذ هكذا قرار وبهذه السرعة.
هذا قرار الأسرة – الأسرة الحاكمة – وهو قرار مبيّت ومعدّ مسبقا، وكان ينتظر – فقط – الدعم والإشارة القضائية. وهو قرار جائر، ليس لأن النائب محمي بحكم المادة 110 من الدستور، فنحن هنا نتفهّم حكم المحكمة وموقف القضاء، ولكنه قرار جائر لأن الجريمة – بغضّ النظر عن تكييفها – ليست جريمة مخلة بالأمانة أو الشرف.
ففيصل المسلم لم يُؤتمن على الشيك، بل اؤتمن – حسب قسمه – على أن «يؤدي أعماله بالأمانة والصدق»، وهذا – تماما – ما فعله. وفيصل المسلم شرَّف مجلس الأمة وصفته النيابية، ولم يعرّض الشرف النيابي للازدراء أو التحقير، بل تسامى به. والأسرة الحاكمة والحكومة ووزارة الداخلية ولجنة المستشار بوجروة، جميعهم يعلمون ذلك.. ولكنه الاستقصاد والترصّد والانتقام والعداء لكل ما هو أمين وشريف ونظيف في الكويت.