أقلامهم

محمد الدوسري يكتب عن مساومة الفاسدين بفيصل المسلم


مساومة الفاسدين بفيصل المسلم
محمد مساعد الدوسري
 
فوجئت كما فوجئ غيري بالأخبار المتواترة عن شطب النائب السابق فيصل المسلم من الترشح على خلفية قضية الشيك الشهيرة، وهو أمر سيعود بنا إلى المربع الأول بكل تأكيد، ويدع المتشككين في نهج الحكومة الجديدة يقطعون شكهم بيقين الأفعال التي لم تتغير والسيناريو المرسوم للانتقام من المسلم، بعد أن بدأ هذا السيناريو في تعليق جلسات مجلس الأمة السابق من أجل رفع الحصانة عن المسلم.
النهج الحالي للحكومة لم يتغير كثيرا خصوصا في الانتقام من فيصل المسلم، فما قام به هذا النائب في المجالس السابقة يعتبر كسرا للخطوط الحمراء من وجهة نظر النظام، إذ إنه النائب الأول الذي يكشف الفساد بالنسبة للمال السياسي بشكل واضح وصريح، ولم يكتف بالتلميحات والتهديد، واتجه بشكل مباشر إلى أصل العلة في نظامنا الديمقراطي القائم على دفع رشى لنواب الأمة من أجل تمرير مشاريع عامة أو خصوصا داخل قاعة عبدالله السالم.
محاولة المساومة التي تقوم بها الحكومة من خلال شطب المسلم بعد شطب مجموعة من المرشحين الذي شملتهم قرارات الشطب، وبعضهم معروف عنه الفساد والطائفية، هي محاولة فاشلة بكل المقاييس، فمن شطب من الترشح خصوصا أولئك الفاسدين ممن عرفهم الشعب ولا يزال يتذكر بذاءاتهم وفسادهم، لا يمكن أن يكونوا أندادا لنائب حر شريف نظيف اليد واللسان، كل خطأه أنه حارب الفساد والمفسدين وسعى لإقامة نظام ديمقراطي خالي من المال السياسي الفاسد الذي دمر الحياة السياسية في البلاد.
المضحك المبكي في هذه القضية، هو إنزال العقاب بحق من كشف الفساد، بينما من كان السبب في القضية والمتهم الرئيسي بها لا يزال طليقا ويمارس هوايته المفضلة في تقديم المال لمن يسعى لإنجاحهم في الانتخابات، والأمر الآخر المثير للغيظ هو أن لجنة فحوص طلبات الترشيح قامت بغض النظر عن شطب نائب سابق وهو خلف ديمثير رغم صدور حكم بالامتناع عن النطق في قضية تمس الشرف والأمانة وهي قضية تزوير، فهل بعد كل هذا يمكن لنا الحديث عن عدالة حقيقية؟.
لا يعتقد أحد أننا سنسكت كشباب ومواطنين أحرار عن محاولة الانتقام من فيصل المسلم، وسنسعى جاهدين لمحاكمة الفاسدين الحقيقيين ممن يحاولون الانتقام منه، وهم من قام بإفساد الحياة السياسية بأموالهم التي جاءتهم بطرق غير مشروعة من أموال الدولة، ومحكمة الوزراء تنتظر من كان السبب في كل هذا الفساد قريبا، وحينها سيتضح للجميع من كان فاسدا ومفسدا.