أقلامهم

مبارك محمد الهاجري لرئيس الحكومة: إن أردت راحة البال، وعدم التصادم مع مجلس الأمة الجديد، فعليك أن تبعد وزراء التأزيم، بعد الثاني من فبراير!

 جابر المبارك … والحرس القديم!


مبارك محمد الهاجري


يبدو أن الحرس القديم من الوزراء نسوا أو تناسوا الحكمة الخالدة على قصر السيف العامر، لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك!
سمو رئيس الحكومة، الشيخ جابر المبارك، إن أردت راحة البال، وعدم التصادم مع مجلس الأمة الجديد، فعليك أن تبعد وزراء التأزيم، بعد الثاني من فبراير!
ملفات كثيرة وحساسة ومهمة بحاجة إلى حل حاسم وسريع، لا أن يتم تركها للزمن، ومقولة الوقت كفيل بحلها، وهناك على سبيل المثال لا الحصر، الملف الإسكاني الذي أصبح ككرة الثلج دون أن نرى حلا في الأفق، وهناك الملف الصحي السيئ الذي بلغ حدا لا يطاق تسبب معه بتذمر شعبي غير مسبوق، أضف إليه، النكد التربوي والتصادم الدائم بين جمعية المعلمين ومسؤولي وزارة التربية، وهو ما انعكس بشكل واضح وجلي على العملية التربوية برمتها، والتي تعاني أساسا من التخبط في اتخاذ القرارات، وضررها البالغ على أبنائنا الطلبة، ولك أن تتخيل الكمية الهائلة من المناهج المعقدة، والصعبة، وكيفية حشوها، ودخولها إلى أدمغة طلبتنا المساكين، الذين بالكاد، يستوعبوا ما لديهم من مناهج قديمة!
ملف المال العام، لا يقل أهمية عن سابقيه، بل هو عمود الارتكاز، والشريان الرئيسي الذي تتغذى منه وزارات ومؤسسات الدولة، هذا الملف نقولها صراحة، أصبح نقطة سوداء في جبين المجالس التشريعية السابقة، التي تقاعست عن محاسبة المسؤولين عن التجاوزات المالية التي فاحت رائحتها في الأرجاء، بل إن بعض النواب السابقين، أهمل متابعة القضايا التي تمس المال العام في إحدى المؤسسات المالية، لإيمانه المطلق أن صلة القرابة أقوى من القسم الغليظ الذي أقسمه تحت قبة البرلمان!
بات الكويتي يتحرج من الحديث مع الإخوة الخليجيين والعرب، الذين يتندرون في مجالسهم أن المال العام في الكويت سائب ومستباح، والحرامية فيها منعمون مكرمون!
هل سمعت عزيزي القارئ أن الوزير أو المسؤول فلان الفلاني، من الذين تلوثت أيديهم بالمال الحرام، قد تمت معاقبته، أو حبسه؟
بكل أسف، لم نسمع، ولن نسمع، لأن هناك شللية، وعصابات، تتحكم في بعض وزارات ومؤسسات الدولة، لا يستطيع كائن من كان أن يقترب منها، ولو أردنا ضرب أمثلة لما وسعتنا صفحات العزيزة «الراي»، ويمكن للمرء أن ينظر إلى بعض الشركات الحكومية العملاقة، وما يدور فيها من تجاوزات رهيبة جدا، دون أن يقترب من أسوارها بشر!
* * * * *
العهد الرئاسي السابق، كان عهدا فاشلا بكل المقاييس، فقد كانت التشكيلات الوزارية غير متجانسة، وغير متضامنة، أدخلت الحكومات المتعاقبة في متاهات الاستجوابات، ما جعلها هدفا دائما، لقناصة الفرص الانتخابية، فإذا أراد أحد النواب استرداد شعبيته، صوب سهامه نحو وزير ذي ملف متخم بالتجاوزات، وعندها ترتفع حظوظه بين ناخبيه، وهذا يدين، وبشكل فاضح، الحكومات السابقة التي لم تكن مؤهلة لقيادة البلاد نتيجة المحاصصة والمجاملات التي أدت إلى تراجع الخدمات والمشاريع إلى الوراء!
وهذه فرصة لن تعوض، لسمو الرئيس الجديد، ليضع له بصمة تذكرها الأجيال القادمة، بكل إجلال وتقدير، بصمة تعيد للكويت بريقها الذي افتقدته منذ عقود!