أقلامهم

وضحة المضف تكتب: اجلدوا المرشح ولا تأخذكم به رحمة

 اجلدوا المرشح ولا تأخذكم به رحمة


وضحة أحمد جاسم المضف


إن تجريد السيوف من أغمادها بين الحكومة والمرشحين لا يخدم أحدا، ولا يترجم التوجهات والتوجيهات التي نادى بها سمو الأمير، ولا يلبي تطلعات شعب متعب ومرهق ومُثْقل بهم الوطن. فالحكومة والمرشحون لم يكلفوا أنفسهم عناء الالتفات إلى الخلف وينظروا الى ما خلفوا من دمار، وأقولها اليوم صريحة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء: الكل ضاق ذرعا، الناس والصحافيون والكتاب والسياسيون من الشطط الذي أصاب الاثنين معا.. سأجلد المرشحين اليوم دون رحمة، فالجميع يتحدثون عن الإصلاح ويتمنون على الناخبين ويطالبونهم بالمساهمة في الإصلاح من خلال انتخابهم، ويكررون على مسامعنا مصطلحات سياسية سئم الشعب من سماعها غايتها تحقيق مصالحهم التي اعتادوا ألا يفكروا إلا فيها.. وأكثر ما يُضحك هو استخدام مصطلح المرحلة المفصلية، وهي المرحلة التي تحتاج إلى المرشح القادر على إنقاذ البلد من براثن الفساد، وأزعجونا بالواجب الوطني الذي يتطلب من الناخب إنقاذ الوطن والأنسب هو اختيارهم لاجتثاث ذلك الفساد.
إششش اصمتوا… فنحن من سيتكلم اليوم وسنعلي الصوت الهامس لتسمعوها كالرعد، وهي أنكم أنتم المرحلة الخطرة على الوطن وأن سلامة الوطن وعافيته بخروجكم من كل مشاهده، فقد زكمتم أنوفنا برائحة الشواء «اللحم منا والسكين منكم».. فتبا لكم، يكفي ما مارستموه بحق الشعب في دهاليز السياسية وأفخاخها وأحابيلها، فهل تريدون أن ننسى الفريق الأول وانتقائيته في قضايا المال العام وعلى سبيل المثال لا الحصر غض الطرف عن خسائر مؤسسة التأمينات الاجتماعية؟ أم تصويت الفريق الثاني على تحويل جلسات الاستجواب إلى سرية وحرمان الشعب من أن يكون هو الحكم؟ أم تحالفات الفريق الثالث تحت الطاولة وفوق الطاولة التي عرفت باللعبة السياسية القذرة «وهي كذلك»؟، أم تريدون أن ننسى شعار الكذب والنفاق الذي أسميتموه «فن الممكن» وأنتم تتآمرون علينا وعلى الوطن؟!.
في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن الغالي، لسنا بحاجة إلى إنقاذ وطني يأتي من برامجكم الإنتخابية ولسنا بحاجة إلى تنظيراتكم السياسية في الندوات التي تصور الواقع على أنه دمار من كل صوب، وأنتم فرسان التغيير الذين ستنقذون العربة قبل السقوط في وادٍ سحيق وفي حقيقة الأمر تخدعون الناس في مقاركم الانتخابية وتبنون لهم قصورا من جحيم..
اليوم سنقولها لكم ببساطة، المواطن الكويتي المحب لوطنه يرى أن الكويت بخير وعافية على الرغم من كل الأزمات المفتعلة وغير المفتعلة التي عصفت بها، فالكويت تعرف أن أبناءها أوفياء وهم فداءً لها في السراء أكثر منها في الضراء، فخوفنا اليوم هو منكم ومن تجار الأوطان وبائعي الشعارات وخطابات الخبث والرياء المتناوبة والمتعاقبة التي كتمت على أنفاس الشعب التي تسوقونها على أنه نعيمٌ مرتقب.. خوفنا اليوم ممن يتكلمون بلسان المواطن وهم ينظرون بعين الذئب الذي ينتظر الفرصة أكثر من خوفنا على مستقبل وطن قد تعصف به أزمة صحية أو إقتصادية عالمية كسابقتها.. لذلك ستتفاجئون هذه المرة أن المواطن البسيط الذي لا يتبع أي تيار الذي يصحى الفجر ويقول «اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا» ويسعى في مناكبها في تأمين لقمة العيش له ولأبنائه وهي الشريحة الأكبر في المجتمع، سيختار المواطن هذه المرة سكينا حادة ليكسر بطيخ المرشح الذي يسوقه دائما على أنه حلو ليتحقق بنفسه من حلوها ومرها.. سيختار المواطن هذه المرة من لديه رؤية وهدفا ومؤهلات.. سيختار من سيجد عنده الصدق والأمانة في انتمائه وولائه لله والوطن والأمير ويا ليتكم تكونون كذلك؟!
على كلٍ.. نتمنى ألا يأتي مجلس منتخب يكون أكثر تفصيلا وعلى قياس من يريد أن فيه.. فإننا أولا وأخيرا مع غنى النفس الذي يشتهي أن يعمل من أجل الوطن الواحد، ذلك الحب الصادق الصافي الذي يجمع القلوب، ذلك الالتحام والالتصاق الجميل الذي يلم شمل الأهل والأصدقاء والأحبة رغم قسوة المرحلة وملوحتها… اجتهدت أن أشخّص همّ مواطن وحلم وطن مشرعة أبوابه اليوم لأبنائه ليدخلوه من جديد ليخلعوا الأوسمة من بزات أبطال السياسية الذين باعوا واشتروا فينا.. أحسنوا الاختيار فالمقبل أكثر دقة ومصيرية.. فهو مصير وطن.. نعم مصير وطن على حد السيف.. وسلامة قلبك يا وطن وكل إنتخابات والكويت وأنتم بخير إن شاء الله.


رسالة للجميع… احترموا القانون والقضاء نحترمكم.. وصلت؟