أقلامهم

مبارك محمد الهاجري يحزنه ابتعاد عادل الصرعاوي عن الانتخابات فهو رجل نادر قل مثيله

الإمعّات … وبكاء البؤساء !


مبارك محمد الهاجري


من خرج في ساحة الإرادة وفرض كلمته، هو الشعب الكويتي الذي ساءه ما رأى من تعدٍ سافرٍ على الدستور وانتهاك واضح للقوانين وتلاعب بالمال العام، بالطبع، نقصد هنا التظاهرة الأخيرة، وليس اقتحام المجلس، الذي تبرأ منه الشعب بأسره، فهناك فرق كبير بين تظاهرة الإرادة الراقية والغوغائية، بل وبون شاسع لا يقارن، وما تلاها من قرارات صبت في الصالح العام.
بالأمس اتخذت وزارة الداخلية قرارا بشطب المرشح الحالي والنائب السابق فيصل المسلم، فقامت قيامة بعض النشطاء السياسيين، أو البؤساء السياسيين على وزير الداخلية، ووصل الأمر إلى التهديد بالخروج إلى الشارع وتهييج الغوغاء إن لم يتم التراجع عن هذا القرار!
عزيزي القارئ، هل هناك أنانية مفرطة كهذه الأنانية التي تملكت البؤساء، الانتهازيين، الذين أرادوا البروز على ظهر فيصل المسلم، ظاهريا فزعة، وفي الخفاء تسلق خبيث، لكسب تأييد الناخبين وتسطير بطولات وهمية، خصوصا أن بعضهم مرشحون في الدوائر الانتخابية الخمس!
من يرد الفزعة لفيصل المسلم فعليه أن يناصره بطريقة حضارية، ويحض المؤيدين له على الالتزام بالقوانين وأحكام القضاء، وبإمكان المرء أن يتقدم بالطعن ضد أي حكم صادر، وهو حق مكفول ما لم يكن حكما نهائيا غير قابل للنقض. بالطبع، لن نبخس المسلم حقه، فقد كانت له صولات وجولات مشهودة، سواء اتفقنا معه أم لم نتفق، فاحترام القانون يجب أن يكون في مقدمة الأولويات، بعيدا عن الفوضوية والتحريض وشحن العواطف، فالحياة السياسية ليست مقيدة بوجوه وأشخاص، ومن يرد أن يخلد اسمه في سماء الكويت، فليس بالأمر الصعب ولا بالعسير، أمر واحد فقط، الالتزام بدستور62 واحترام القوانين والرأي الآخر، كما نراه متجسدا في الرمز الشامخ العم أحمد السعدون، المدرسة التي يزعمون اتباعها وهم أول من شط عنها!
* * *
كم أحزنني، ابتعاد الأخ الفاضل، والنائب السابق عادل الصرعاوي عن خوض الانتخابات، رجل نادر قل مثيله، رجل صدق مع قسمه، لم تثنه المغريات عن قول الحق، مهذب، راق في الحوار مع الآخرين، لم تسمع منه شتيمة، أو تنقيصا بحق زملائه، رغم تعرضه لسيل جارف من التجريح وما تعف عنه النفس، إلا أنه كان ذرب الأخلاق، عفيف اللسان، مطبق للديموقراطية قولا وعملا…لله درك يا أباعبدالعزيز.