أقلامهم

صلاح الساير يرفض عنصرية العقلية البعثية وترويج الزمن (القومجي ) في وصف الخليج العربي بالدول المستعربة

العنصرية العمياء 
صلاح الساير 
وصف الدول الخليجية بـ «الدول المستعربة التي تحاول شراء التاريخ بأموالها» وصف يفصح عن عنصرية تلطخت بها العقلية البعثية والفكر القومي على وجه العموم، وقد تمّ ترويجها في الزمن «القومجي» مخبوءة في إشكالية «المركز والأطراف»، حيث عانت المجتمعات الخليجية والمغاربية كثيرا من هذه العنصرية العمياء التي نأمل زوالها بعد رحيل الأنظمة السياسية المروجة لها.
عنصرية مقيتة ربطت التفوق بضفاف النهر ولصقت التخلف برمل الصحراء، وحصرت الشرق في ذاتها المتورمة فسعت الى إقصاء الثقافة المغاربية عن المشهد العربي، وارتهنت لثنائية «المدر والوبر» أو الحواضر والبوادي، فتعالت على ثقافة الخليج، جاهلة بالحضارات التي انطلقت من الجزيرة العربية، متجاهلة الحاضر الزاهر الذي لا تخطئه العيون.
إن حصر الثراء المالي في اكتشاف النفط، وكذلك حذف دول الخليج من قوائم التاريخ يؤكدان الجهل بالتاريخ وضحالة المعرفة، ففي هذا الإقليم الواقع ما بين الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب مجتمعات عريقة امتلكت منذ آلاف السنوات ثروات نفيسة تمثلت في المعادن واللبان واللؤلؤ، فكانت المعبر الحضاري ما بين الشرق والغرب حين سيطرت على الطرق التجارية القديمة بسفنها الشراعية الأسطورية وقوافلها الصحراوية الباسلة.