أقلامهم

جعفر رجب شد الحزام ولم يجد مرشحا (غير شكل ) عن بقية الخلق …ويخلق الله مابينهم الشبه الكبير

مرشح نمور التاميل 
جعفر رجب  
بعد مئات المقابلات مع المرشحين، لم أجد مرشحا «غير» عن بقية خلق الله من المرشحين، ولم أستطع التمييز بينهم، ولم أستطع فهم لماذا الناس سينتخبون هذا المرشح، ولن ينتخبوا الآخر، مع ان الاثنين يدليان بالاجابة ذاتها!
وقد يكون تشابه الأجوبة ناتجاً عن تشابه الأسئلة التقليدية، أنه أشبه بمن يرجع إلى البيت ويدخل من الباب ويسأله من في البيت «ها وصلت»؟ من الطبيعي أن يجاوب نعم وصلت، لأنه وصل، ولا يمكن أن يقول «لا ما وصلت وهذا خيالي»!
والمذيعون على طريقة «ها وصلت» يسألون المرشحين الأسئلة ذاتها ليجاوبوا بالاجوبة نفسها:
ما رأيك بظاهرة شراء الأصوات؟
هل يتصور المذيع، أن المرشح سيجاوب «نعم أنا مؤيد لشراء الأصوات، لأنها تمثل ظاهرة حضارية، وتساهم في نشر الوعي السياسي، ورفع مستوى دخل الفرد…» أو قد يكون المذيع شاطرا، ويسأل المرشح الذي للتو انتهى من حفلة انتخابات فرعية، هل تؤيد الانتخابات الفرعية؟
هل يتصور المذيع أن المرشح سيجاوب «نعم أنا مؤيد للفرعيات، وأنا أرتب في منزلي الفرعيات، وأنا وصلت عن طريق الانتخابات الفرعية المُجرّمة قانونا، وأنا أتحدى القانون والدستور، ولهذا أنزل الانتخابات الفرعية دوما! 
أو قد يتطور المذيع ويسأل سؤالا جريئا للمرشح، هل تؤيد الراشي والمرتشي؟
هل يتصور أن المرشح سيقول «نعم أنا مؤيد للرشوة السياسية، كما أقف مع الراشي بكل قوتي، وأسعى إلى مزيد من الأموال والرشوة»! 
أما المذيع السياسي فهو فاهم للعبة، ولهذا يريد أن يورط المرشح ويسأله، ما توجهك السياسي، وهل أنت منتم لأي تيار سياسي أو مدعوم منه؟
هل يتصور المذيع أن المرشح سيجيب «نعم أنا يساري اشتراكي أو أنا مؤيد للاخوان المسلمين ولفكر حسن البنا، ويرد عليه آخر بالقول نعم أنا مؤيد لولاية الفقيه…» كل المرشحين سيقولون نحن مستقلون، ولا نرتبط بأي تيار حزبي أو فكري، وهدفنا الكويت والكويت فقط…!
وهنا المذيع بكل ذكاء يسأل، إذاً انت مرشح لجميع الكويتيين؟
طبعا سيجيب «نعم»، هل يتصور أنه سيجيب «لا، أنا مرشح ربع الكويتيين، أو يقول له سأكشف لك سرا… أنا مرشح ثوار «نمور التاميل» في الكويت!
وأخيرا ينهي المذيع مقابلته للمرشح، بأغبى سؤال، ماذا تنصح الناخب في يوم الانتخاب؟
سيجاوب المرشح مباشرة «عليهم باختيار الأفضل للكويت، بعيدا عن الطائفة والقبيلة والعائلة…» ولن يجاوب بالحقيقة وهي «أنصحه ألا ينتخب غيري بل ينتخبني…»!
يتغير الأشكال، الديكورات، القنوات، المذيعون، المرشحون… وأسئلة متشابهة، تنتج عنها أجوبة متشابهة، المذيع حافظ لأسئلته، والمرشح حافظ لاجاباته… واللقاءات ما هي إلا «حصة تسميع»…!