أقلامهم

منى عبد الجليل تتساءل : (هل البدون ) يريدون من ريع النفط ليتحول الى حساباتهم السرية في البنوك الخارجية ؟!

تحت العباية من دون ضمير
منى عبدالجليل
رغم سفري إلى خارج البلاد، كنت من المتابعين لطقوس إخواننا «البدون» والتعبير عن احتياجاتهم، أسأل نفسي وكل من عنده شوية ضمير وعقل: ماذا يريد هالبدون؟
لماذا يخرج «البدون» من بيوتهم (الشينكو) ويتعرّضون لكل هذه الإهانات؟ لماذا يغضبون ويسببون الإزعاج لرجال الأمن، وتُجرح وجوههم، وتُنشر صورهم، وكأن رجل الأمن إنسان ورجل «البدون» وحش كاسر مطلوب لعدالة الغالب؟!
يمكن لأنهم يطالبون بجزء من ريع النفط يتحول لحساباتهم السرية في البنوك الخارجية؟ ولا مناصب تهب لهم لأنهم من بطنها؟ ولا سطوة وقوة الاسم لأنهم من بقية الدماء الزرقاء؟ أو يمكن حسابات بنكية تصرف مع الولادة..؟
من المسؤول عن هالبدون في الكويت؟ ولماذا معطلة قضاياهم؟ إحصاء 1965، لماذا لم يطبق حتى هذه اللحظة؟ ما المطلوب منهم غير ما قدموه؟
الإنسان المعني نسأله: «ما يمنعك من تصريف أمورهم؟ قرار سياسي؟ فأنا على يقين بأن نظامنا عادل وحنون، لن يمنع حقوق ناس يعيشون تحت ظله. «عيل» أجبني أيها الأخ الكريم ما الذي يمنعك من أن تقوم بعملك؟ لماذا لاتوقف ثقافة «عدي علينا بعدين، يصير خير، ولا يهمك.. وهذا وجه الضيف!» يا أخي اشتغل.. و«خل الحي يعيش!».
أعط من يستحق.. وقدّم لمن لا يستحق الخيارات التي تكفل له حياة إنسانية، ليبق أو ليرحل بألف سلامة. هكذا وبكل بساطة. ولا داعي للوحشية التي تمتهن ضدهم، فخروجهم وغضبهم و«دعالتهم» كل أسبوع «متروسة» منطق ومعنى.. لأنهم يريدون – أيضاً وبكل بساطة – أن يعيشوووووووا!
كل الدول فيها «بدون»، غجر، مهجرين، لاجئين، وهم أقلية تعاملهم الحكومات بإنسانية، وان بخلت عليهم باعتراف الانتماء أو منحهم الجنسية. يا جماعة الخوف ليس من هالبدون لأنهم يطالبون، الأمن يجب أن يوجه لمن لا ضمير له، نايم ماكل مسافر يتزوج ويفرخ بالعيال وياخذ العلاوات والمكافآت والمنح ويستمتع بحياته، من دون رحمة خلق الله، وليس لمن لا جنسية له!
في مجلس يعج بشوية ناس محترمين، عجزت عن الرد على هذه الممارسات ضد ناس عُزل من بينهم نساء وأطفال، وكل ما قلته، إن بعض المعنيين بأمور هالبدون في الكويت لا يمثلون الكويتيين كلهم، بل هم قلة، منحت لهم سلطة وكراسي سيحاسبون عليها فيما بعد.. وهناك لن تنفعهم أي جنسية حتماااااااً!