أقلامهم

حسن الأنصاري يدعو الى الانسحاب من الترشح ويرى ان الحكومة(تستاهل )الهجوم عليها لإنعدام وإفتقار

الدعوة إلى الانسحاب من الترشح!
حسن الأنصاري 
من قرر خوض الانتخابات مازالت الفرصة متاحة أمامه للانسحاب، والمسألة لا تحتاج الى الصخب والاستعراض، وكأن الديرة سوف تضيع لو أنه لم يصبح نائبا في المجلس! ومشكلة هؤلاء البعض، أن الديمقراطية هي دائما ضحيتهم! 
الديمقراطية عمل مشترك من خلال التعاون ولغة الحوار باتجاه تحقيق الرفاهية للمجتمع وأي مرشح يجهل هذه الحقيقة التي لا تحتاج إلى عقلية «آينشتانية» عليه أن ينسحب ويريحنا. 
لا شك أن موازين العمل السياسي دائمة التغير ومصير الشعب بيد السياسي الذي يمثله في السلطة، لذا فإن المبدأ من المشاركة الشعبية عن طريق الانتخاب يعني الانفتاح واتباع نهج مناسب قادر على مواجهة التحديات لضمان أقصى درجات الرفاهية والعيش الكريم من خلال عمل السياسي الذي يمثله. 
الديمقراطية الكويتية مازالت في مرحلة البناء، ومن أهم متطلبات هذه المرحلة خلق آليات الاندماج من خلال المساواة ومكافحة الفساد بهدف تحسين النظم المالية بغية التطوير والتنمية، وهكذا يتحقق نهج الشراكة بهدف تحقيق أهداف طويلة الأجل، أما التجارب الفردية العقيمة التي لا تنتج إلا التخلف وهدر الأموال وتضييع الوقت الثمين والهرولة وراء أفكار أحادية متحجرة غير قادرة على الانفتاح باتجاه المجتمع الدولي فلن نجني منها شيئا غير التخبط والمراوحة في أماكننا، ونشاهد يوما بعد يوم تهالك المرافق والخدمات، ومن ثم نخرج حتى نصرخ في وجه الحكومة أنها فاشلة! 
المقاعد البرلمانية لا تحجز كما يتم حجز المقاعد في المطاعم باسم شخص ليرافقه أهله وأصدقاؤه وأقاربه ويدعوهم لأكل مختلف أصناف الأطعمة الشهية اللذيذة الغنية بالعناصر المفيدة للجسم، وبعد الشكر لله على نعمه يقول لهم: «لا تشكروني لأن الشعب دفع الفاتورة»! والطامة الكبرى أننا نكذب على أنفسنا حتى نصدق أمثال هؤلاء و«جزاهم الله خيرا» لأنهم أقروا الكوادر الوظيفية لتحسين المستوى المعيشي ثم ندعوهم لوليمة أخرى على نفس المقاعد، وأيضا على حسابنا، وهنيئا لهم ما داموا يتقنون فن الهجوم على الحكومة التي «تستاهل» الهجوم بسبب إنعدام برامجها التنموية وإفتقارها لايدولوجية استراتيجية تخدم المصالح العامة، وغير قادرة على تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون على الجميع ! إلى جانب الضعف في أداء الحكومة فإن هؤلاء أيضا يدخلون الوهن والضعف في هيكل الديمقراطية وعمودها الفقري، والأفضل إنسحابهم من الترشح!