أقلامهم

راجح الخوري يكتب : القوات العربية هل توقف حمام الدم الهادر في سوريا ؟…ومن أي سماء يمكن لها أن تهبط

قوات عربية… لكن من أين؟!
راجح الخوري
قوات عربية… لكن من أين؟! راجح الخوري من أي سماء يمكن أن تهبط القوات العربية التي يقترحون إرسالها الى سوريا، وهل هناك فعلاً دول عربية تملك الرغبة او الاستعداد للقيام بهذه المهمة المستحيلة، واذا كانت بعثة المراقبين قد عجزت عن تقديم تقارير واضحة ومفيدة عما يجري، فهل هناك من يصدق ان في وسع قوات عربية ان توقف حمام الدم الهادر في سوريا ؟ فعلاً من اين يمكن ان تأتي هذه القوات يا طويل العمر؟ من الجزائر التي تدعم نظام الأسد، ام من المغرب الذي لم يسبق له ان شارك في أي قوات منتدبة من هذا النوع، ام من تونس الغارقة في اعادة ترتيب الوضع بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، ام من ليبيا التي تقف على حافة صراعات مسلحة بين الثوار، ام من مصرالغارقة في هموم الانتقال من نظام مبارك الى “ديموقراطية” تحيط بها علامات استفهام كثيرة بعد نتائج الانتخابات الاخيرة ؟ ام تأتي من اليمن الذي بالكاد يتراجع عن حافة الحرب الاهلية، ام من العراق حيث تدعم سلطة نوري المالكي نظام الاسد، والذي يراوح عند ابواب حرب مذهبية بغيضة بين السنة والشيعة، ام انها تأتي من الاردن الذي يكفيه ما فيه من متاعب ؟ لعلها تذهب من لبنان القاصر الذي لا يجرؤ في ظل حكومته البائسة على حماية الفارين من سوريا الى اراضيه، ام تراها ستأتي من مجلس التعاون الخليجي و”درع الجزيرة” الغارق في مهمات تطوير قدراته الدفاعية والردعية في وجه التهديدات الايرانية المتصاعدة وقد وصلت اخيراً الى توجيه التهديد لدول المنطقة من زيادة انتاج نفطها لسد حاجات السوق العالمية؟! كل هذا ليس خافياً بالتأكيد على أمير قطر الشيخ حمد الذي اقترح ارسال هذه القوات لأنه يريد وقف حمامات الدم المتزايدة بأي طريقة، وخصوصاً الآن بعدما فشلت مهمة المراقبين فشلاً فاضحاً، وهو ليس خافياً ايضاً على عمرو موسى الذي ايد الاقتراح الذي سيكون موضع بحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب في 21 كانون الثاني الجاري. بالتأكيد يريد الشيخ حمد من اقتراحه ارسال قوات عربية الى سوريا، ان يحدث هزة جديدة قد تساعد على تلمس مخارج توقف حمامات الدم، التي تنذر بنشوب حرب اهلية تلهب المنطقة كلها. واذا كانت الدول العربية غير قادرة على هذا الأمر فإن مجرد طرحه يفتح الابواب على إمكان تحمّل مجلس الامن والمجتمع الدولي مسؤولياتهما حيال المأساة السورية.