محليات

كرمان من الكويت: أحمل إليكم اعتذار الشعب اليمني عن حماقات الديكتاتور

أعربت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن سعادتها البالغة في التواجد على أرض الكويت واللقاء مع أهلها، مؤكدة أن “الشعب اليمني يبادل شقيقه الكويتي الحب والامتنان، ويعتذر عن الحماقات التي ارتكبها الدكتاتور بحقه”، وذلك في كلمتها التي ألقتها خلال المهرجان الذي أقامته الزميلة “القبس” لتكريم الناشطة.
وقالت كرمان: “أنا سعيدة بين أهلي فلم أتردد لحظة في المجيء إلى الكويت، وقلت القوم قومي والدار داري، والشعب اليمني يبادلكم الحب وممتن لديمقراطيتكم الضاربة جذورها منذ عشرات السنين وقبل دول المنطقة وممتنون أيضا لأهل الكويت لما قدموه للشعب اليمني إذ أن أول الجامعات والمستشفيات وغيرها الكثير قد بنيت بروعة أهل الكويت”.
وأضافت: “جئت إليكم اليوم قبل عودتي  لليمن حيث أقول لكم نحن نعتذر لكم عن الحماقات السابقة والمستبدة للدكتاتور الذي أساء لكل شي جميل بيننا، ولكل قيم الإسلام التي تجمعنا، والتي من اجلها ثرنا عليه، جئناكم لا طمعا ولا تملقا وإنما لأنكم تستحقون ذلك ونقول لكم لقد علمتم الأمة العربية الكثير من القيم وحرية التعبير حيث كانت مجلة العربي أول المجلات التي نقرأها ودستوركم هو سيادة القانون الذي كفل الحياة وحق التعليم، والعيش الكريم، فذلكم دستور يستحق أن يحتذي به”.
وتابعت: “جئتكم في لحظة مهمة في الكويت حيث تشهدون الانتخابات التي نراها في التلفزيون ونستمتع بمشاهدتها ونتأمل كيف كان لديمقراطيتكم ودستوركم القدرة على أن يقضي على الفساد، فديمقراطيتكم رائعة قالت قبل الثورات لا للفساد”. مضيفة: “ديمقراطيتكم رغم روعتها إلا أنها تتطلب الانطلاق أكثر وأنتم أكبر من ضرب الأمثلة”.
وعن الثورة التي شهدتها بلادها قالت: “سأحدثكم عن ثورة الشباب اليمني، وثورات الشعب العربي، وعن الشعار الحر ضد حكام سيئين  طالبت شعوبهم بالحرية وهو شعار رفعه الثوار في تونس”.
وقالت: “أراد الشعب التونسي العظيم أن ينال الحرية والكرامة التي تساوي العيش الكريم وسيادة الدولة وقبلها الإنسان الذي غيب بسبب الديكتاتوريات التي أرادت أن تغيب الشعوب وبنو جسورا وسدا بين الحرية والإنسان الذي انتصرت إرادته على كل المخلوعين، أولئك المخلوعين هم  أعداء الكرامة والسيادة وطمعوا في تهميش الإنسان وهو ما قام به صالح طوال 33 سنة حيث سعي إلى تدمير الإنسان اليمني الذي هو أصل العروبة”.
وأضافت أن: “اليمني الذي ذكر بالقران الكريم”ذو باس شديد” وقال عنه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم “اليمن يمان والحكمة يمانية”  بل كان يطلق علي بلادنا اليمن السعيد”.
وأشارت إلى شعب اليمن لم يرد أن يطمس ذلك التاريخ بعد أن رأي بلاده تنهار أمامه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، حتى الآخرين أو البعض منهم قال إن بلدنا فشل بسبب المخلوع صالح الذي غذى الحروب والفتن وكان لديه قاعة فرق تسد وجوع شعبك يتبعك وحاول وراهن بأنه يورث هذه المأساة لعائلته لكن الشعب اليمني بشيوخه ورجاله ونسائه شيبا وشبابا وأحزابه ومناطقه ومدنه قال لا يا صالح ارحل”.
وأوضحت أن الثورة هي امتداد لسنوات طويلة تناهض هذا الفاشل من الجنوب إلى الشمال وطيلة السنوات نناضل وكنا نقول كل ما نريده حرية التعبير والحقوق السياسية وان توقف يا صالح تذرعك تحت القاعدة والإرهاب وتضرب بكل مطالبنا فسلكنا كل أشكال التغيير.
واستطردت: لقد امتنع عن الاستجابة لأي مطلب فدشنا الاعتصامات في الساحات بدء من الضالع إلى ساحة الحرية في صنعاء وكلما كان البلد يتجه للفشل كنا نتيقن أننا مصممون أمام تطرفه واستبداده وطغيانه فنزداد تماسكا بالقضية حتى قيل من أين لكم بهذه الشجاعة فكانت الإجابة من الأزمات.
وأضافت: لقد كنا نمر بصنعاء ونقول صح النوم يا شعب ثر على الطاغية الذي لديه سجون ويمارس الاستبداد، والظلم، ولم يستطع احد من شيوخ ونواب ورجال الدولة أمام استبداد ذلك الطاغية أن يحرك ساكنا حتى إن  جاءت ثورة تونس العظيمة لتعطينا الخلاص من  النظام الذي أراد الشعب أن يسقطه بشعار الثورة وجاء الحل ليحل مشاكل اليمن بأكملها وفي مقدمتها حبس صالح وها نحن اليوم نحتفل بمرور سنة على عيد ثورتنا في اليمن.
وبينت: كانت اليمن تخوض 6 حروب في صعده في33 سنة من زمن حكم صالح وكان لدينا مشكلة الثار بين القبائل التي غذاها صالح وامد تلك القبائل المتناحرة بالسلاح وفق قاعدة فرق تسد، لكننا وجدنا هذه القبائل تعود لتعيش في خيمة المحبة ويشربون من إناء واحد ويأكلون في وعاء واحد ويناضلون ويستشهدون بدم واحد حتى أن ولي الطغيان.
ومضت تقول: إن صالح  المخلوع لطالما كان يتغني بصوت الإرهاب والقاعدة فهل رأيتم حاكما يصف شعبة بالإرهاب كلما ذهب إلى بلد ما اتهم شعبه بالإرهاب “فتبا له” لقد حولنا إلى إرهابيين وقتلة حتى يزيد من أرصدته فمنذ متى كان الشعب اليمني يقتل بعضه؟ لا لشيء وإنما لأنه يريد أن يقتات على ذلك وهو من طبخ وعجن وخطط للإرهاب في داخل القصر الذي يعيش فيه.
وزادت: جاءت الثورة لتكشف حقيقة الشعب اليمني الذي يحمل الأخلاق والقيم وانه يتسامي لدم ابنه وزوجته وأخته من اجل الوطن هاتفين “سلمية سلمية ثورتنا سلمية”، وحول 70 مليون قطعة سلاح كان يمتلكها ذلك الشعب في وجه الطغيان لأنه أدرك بل ويدرك أن السلاح لا بد أن يوجه لمن نهب بلادنا بل أن الشعب اليمني يقول “وللسلم سلاحنا”.
وقالت: إن المرأة اليمنية قالوا عنها جالسه في المطبخ وأنها قطعة قماش تتحرك هنا وهناك وجاءت الثورة لتقول نحن بنات بلقيس وبنات اروي وعرفنا طريق الخلاص وقلنا بصوت واحد: المرأة والشعب يريدان إسقاط النظام وها هي بشعرها وحجابها تقود قيادة من الطراز الأول رافضة المستبد بعد أن حاك خطط رمي وقذف اليمنيات اللاتي خرجنا للساحات.
واستدركت: لقد ظهر المجتمع اليمني على حقيقته فخرجت المرأة إلى جانب الرجل من أجل هدف واحد هو اليمن والآن اليمنيات لا يشعرن بالخزي إن خرجن مع الرجل بل يهتفن قبله بإسقاط الديكتاتور وهن لسم بناته بل بنات بلقيس.
وقالت: إن الثورة التي حققت الكثير والكثير وحققت إرادة الشعب الحر بعد أن كنا قبل ذلك لا دولة لكن الثورة أنهكت صالح في كل المناطق عدا مربع صغير في صنعاء وهو موجود كلص وليس حاكم والآن اليمنيون يحكمون أنفسهم بأنفسهم ولولا تضافر الجميع لكانت اليمن في وضع مخيف ولربما أبشع من الصومال.
 
وبينت توكل بان الثورة أفقدت الشرعية والمشروعية لصالح إذ أكدت إن الفرق بينه وبين مبارك بان الأخير في السجن وهو في القصر مستدركة بقولها: إن المرحلة الثانية هي إسقاط مؤسسات الفساد الذي بدأت تقتلع من ألان ومن جذورها مع إسقاط فساد الأجهزة الأمنية.
وأشارت إلى أنه لا تقام اليوم حصانه ولا ضمانه ولا غير ذلك فالشعب عرف طريقه لأنه من الطبيعي لن نحتمل بقائه وبقاء ثلته من زمرة الفساد وفي مقدمتهم يحي، وطارق، وعمار، الذين سيحاكمون في محاكم اليمن القائمة على الاستقلال والعدالة الانتقالية.
وختمت حديثها بالقول تأتي بعد ذلك مرحلة الانتقال إلى الشرعية وصولا إلى الدولة الحديثة وسنكمل المشوار بإذن الله وإلى الآن لم تنزع الخيام وما زالت الاعتصامات قائمة تهتف بصوت واحد”صامد أنا في ثورتي، صامد وعزمي من حديد، عهد علي درب الشهيد، حتى أحقق ما أريد، أهداف الثورة الشعبية، أهداف الدولة المدنية”.