أقلامهم

فهد الهندال في فاصلته الأخيرة …المرشحون والمرشحات يجترون

عروض الانتخابات وسؤال المليون!
فهد توفيق الهندال
لأن الموسم موسم انتخابات في معظم بقاع العالم، فلا أجمل من أن تنتقل بين محطات الإعلام المختلفة لترصد طبيعة الحوارات والقضايا التي يتناقشها معظم مرشحي العالم، والمعالجات المقترحة لها والمشاريع المقدمة عبر كل مرشح كبرنامج انتخابي يخوض به معترك العملية السياسية التي تتطلب كفاءة عليا في التفكير السياسي المشتمل على الرؤى الاستراتيجية العامة القائمة على معطيات تاريخـية، وتصورات اقتصـادية، قانونية، اجتماعية وثقافية تؤهل صاحبها لأن يسجـل اسمه فعلا كمرشح يستحق ورقة التسجيل بحد ذاتها! 
من بين المرئيات التي تابعناها ونتابعها، ما يحصل على الساحة الأميركية والمنافسة الشرسة بين المرشحين الجمهوريين لاختيار مرشح الحزب ضد الرئيس الأميركي أوباما، وبرغم أن معظم المؤشرات تشير إلى أن حاكم ولاية ماساتشوستس السابق ميت رومني يتصدر القائمة، فقد تعرض لهجوم من أحد منافسيه في الحزب يتعلق بمنصبه السابق كرئيس لإحدى الشركات العملاقة التي قامت بشراء شركات متعثرة وأعادت هيكلتها. فقد قال له منافسه سانتوروم : «كان عليك تولي القيادة وإلهام الآخرين لأنك رئيس وليس مديرا تنفيذيا!».
وهنا مربط الفرس، فبقدر ما يكون المرشح ناجحا في خبراته السابقة، يكون مستفيدا من أخطائه أكثر من نجاحاته لكونها اختبارا لا تحتمل نتيجته غير الحقيقة والواقعية، خصوصا إذا لم تشفع المكانة الاقتصادية لصاحبها حضوره الانتخابي والمقنع لدى معظم الناخبين الباحثين عمن يمثل معاناتهم وطموحاتهم، وهو ما رأيناه في انسحاب رجل الاعمال الاميركي والملياردير دونالد ترامب من الحزب الجمهوري ليصبح مستقلا، وهو المعروف عنه معارضته الشديدة لأوباما عندما شن حملة ضده بدعوى أنه لم يولد في الولايات المتحدة ما يحرمه من حق شغل منصب الرئاسة! 
وهو ما حدا بالبيت الأبيض لأن ينشر النسخة المطولة من شهادة ميلاده لحسم تلك القضية، ويصرح بعدها أوباما : «ينبغي على دونالد ترامب الآن توجيه اهتمامه لقضايا أكثر جدية مثل الإجابة عن سؤال هو (هل نزل الأميركيون على القمر؟)». إلا أن سخرية أوباما منه بقوله : «إن البيت الأبيض قد يتحول على يده إلى كازينو» كان لها تأثيرها السلبي والنقد القاسي من قبل الأميركيين عليه لاعتبارهم انها هفوة ما كان يجب صدورها ممن وثقوا به وانتخبوه لأعظم منصب سياسي في العالم». 
لهذا، فإن التصريحات غالبا ما تفضح أصحابها وتوقعهم في حرج انتخابي كبير قد لا يخرجهم منه، كما حدث مع رئيس مجلس النواب الأسبق جنجريتش الذي اضطر لاتخاذ موقف الدفاع في نزاع حول تعليقات منسوبة إليه محملة بالعنصرية قيل إنه صرح بها من قبل. فقد قال في تصريحات انتشرت بسرعة يوم الخميس الماضي على المدونات «أنا جاهز لو دعيت من قبل الجمعية الوطنية لتقدم الملونين، فسأذهب للقائهم وأتحدث لماذا يجب على المجتمع الأميركي-الأفريقي أن يطلب شيكات رواتب ولا يرضى بكوبونات الغذاء»، وذلك بعد وصفه أوباما بـ «رئيس كوبونات الغذاء»!!
 
ويبقى مشوار انتخابات الرئاسة الأميركية طويلا، ومحملا بالعديد من المفاجآت والمتغيرات التي ستؤثر بدورها على دافع الضرائب الناخب الأميركي.
فاصلة أخيرة 
مقابل الانتخابات الرئاسيـة الأميركية، مشـوار انتخابـات مجلس الأمة هنا قصير جدا، يبدو أنه لا يحتمل تقديم المشاريع والرؤى والتصورات لمعالجة أمور البلد، فبات معظم المرشحين والمرشحات يجترون المرحلة السابقة وتكرار ما قيل فيها من اتهامات دون تقديم أدلة ملموسة للنائب العام قبل الشارع، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه.. إذا كانت الايداعات المشبوهة بدأت منذ 2006 وكانت تكفي لبناء وطن أفضل، ما ثمن الصمت؟ ولماذا لم يتم التبليغ عنها للنائب العام منذ ذلك الحين وتقديم الأدلة الدامغة وكشف مصدرها؟؟ 
هذا فعلا هو سؤال المليون!!
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر