كتاب سبر

امسك الرافضي!

 أما قبل:
ما مقامي بأرضِ نخلة َ إلا
                        كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
                                                (المتنبي)
 
انزع عقلك واتركه في الخارج (مُجرد هذيان)…!
 
قد عذرت الشاعر فهد العسكر، عندما قال “لا يطاق الصحو في ذا البلدِ” ولكن لكل منا يختار وكيف يرتمي بغيبوبة عزلته بدلاً من الصحو في بلد شابه الصحراء الشاسعة المُترامية الأطراف أو المرمية للأطراف!  تعبث سلطة الرياح بكثبانها الرملية كيفما تشاء، حتى غيرت بريح الفتنة شكل تضاريسها الاجتماعية… وإن أكرمها السحاب المُتعالي وصب أمطاره على بواديها، خرجت كل شعوب العشب تـُسبح باسم السحاب وتشكره، ما كأنما قطرات الغيث مصدرها هو الأرض، نعم الأرض موطن الأعشاب الذي يفرح بالغيث بفصل واحد ثم تدهسه الأقدام وتلتهمه الماشية، ولا يكون الشكر إلا لرب الذاريات ذروا والحاملات وقرا… يا لهذه الصحراء! حين تبصر ظاهرها وسطحها تجد الماء بلونه الشفاف الطاهر وفي حقيقة الأمر ما هو إلا سراب كاذب يخدع الناظر العابر، وما في باطنها وعمقها إلا حقول متخمة بالبترول الأسود شديد السواد كجسد الدرك الأسفل في قعر جهنم..!
 
يا وطن يا تابوت من ذهب، يا مجتمع يا جلد الأفاعي.. يا ورثة التراب وسلالة الطين يا من يعاني من “زهايمر الهوية” حصل على حين صدفة على عنق الزرافة وأنساه أن نسب قدمه يرتبط بالأرض والتربة، الأرض التي سطحها أفران ومطابخ أنتم الطعام فيها الذي سوف يقدم يوماً ما لباطن الأرض على مأدبة القبر لديدان ثم تتحول رفاتكم إلى بترول يتقاسمه البيت الأبيض وآل البيت الأبيض، فلماذا كل هذا الغرور؟ أما علمتم بأن إبليس بدأ بشرارة الكبر وانتهى بجهنم الكفر، من سمح لكم تفتتحون شباك تذاكر عند مجالس عزائنا، يا لعنصريتكم فإن داهمكم العطش والظمأ ترتوون من دموع مآسينا، حتى تعاطفكم أشبه بتلاوة القرآن في قنوات الإعلام الرسمي لموت “أحدهم” لثلاثة أيام أو أربعين ليلة ثم يعود لكذبه وتزلفه ومجونه..!
 
لستم أغبياء حتى تصدقوا تهمة الطعن بالولاء؛ فأنتم تعلمون أن فرعون (جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا)، ولكن التغابي وسائد تغفو عليها كرامة المتخاذل.. حتى ذلك الفتى السني السلفي القبلي حين نوى أن يتمرد على نظامه قبض عليه المدنيون وهم يضربونه يصرخون (امسك الرافضي!) طعن جائر بطائفة كاملة وتجنى ونعتها بهذا الاسم، ثم ما شأن هذا الفتى بهم بأن تعده منهم! أم لأنها وفق مفهومك تهمة وجريمة، فكانت جاهزة.. مسرحية أحب الأنظمة بها دور البطولة على خشبة الوطن وأحببتم أنتم التصفيق لكل مشهد هزلي وعقول أهل التصفيق مستريحة … نامي الآن يا “تيماء” غداً سوف أحكي لكِ حكاية أخرى..!
 
ارتدي عقلك الآن وقل هذا (مُجرد هذيان)…!
 
صعلكة:
الحوار : ورقة بيضاء نكتب فيها أنا وأنت
 الحرية : أن لا يستخدم أحدنا النقطة في سطر الأخر
فإن لم تجمعنا الفاصلة .. لا تفرقنا الممحاة !!
محمد خالد العجمي
twitter:@abo3asam 
   m.k.al.ajmi@hotmail.com