برلمان

المطر: نسبة الدروس الخصوصية في الكويت وصلت إلى 88%

اكد مرشح الدائرة الثانية حمد المطر ان الحكومة الكويتية “لا تزال نعاني من عقد الخواجة” حيث استعانت بتوني بليير لتطوير البلاد و اعطته 5 ملايين دينار، وبدوره قام توني بليير بكتابة تقرير تحت عنوان “رؤية الكويت 2020” وتطرق خلاله الى ثلاثة محاور رئيسية حول التعليم والاقتصاد والاصلاح السياسي.
وفي افتتاح مقره النسائي المشترك مع د. جمعان الحربش  في الفيحاء مساء امس الاول بندوة ” ستشرق ” والتي تم تخصيصها لمناقشة الاوضاع التعليمية في البلاد قال المطر: ” وكل ما ورد في هذا التقرير هو نفسه ما ننادي به ونقوله في كل بيت, الا ان مشكلتنا الحقيقية في التنفيذ وأهم ما يعطل قضية التنمية في قطاع التعليم هو عدم استقرار وزارة التربية على وزير بعينه على مدى 7 سنوات، حيث ان المعدل الزمني للوزارة الواحدة يصل الى سنة و8 شهور.
وتابع المطر قائلا ” وهذا مع الاسف ما يؤكد على اننا في دولة اشخاص ولسنا في دولة مؤسسات، والنماذج الغربية ليست جميعها قابلة للتنفيذ في الكويت، فالتجربة الماليزية على سبيل المثال هي اكثر التجارب المماثلة لنا في الكويت، وعندهم تطوير وكفاءات ساهمت في تطوير بلدهم “.
واضاف قائلا: “وعندما نقول “ستشرق” هذا يعني ان لدينا رؤية، ولذلك قمنا بالاستعانة بالدكتورغازي الرشيدي باعتباره متخصص في جامعة الكويت ولديه خبرة عملية في التدريس, واليوم قمنا بتجربة عملية من خلال ارسال رسائل للمدرسات وليس للناخبات للمشاركة في هذه الندوة، بهدف الافادة والاستفادة لصالح القضية التعليمية.
وقال: عندما نحصل على الترتيب الـ26 في الصف الرابع للرياضيات والعلوم على مستوى 26 دولة ، وفي الصف الثامن على الترتيب الـ39 من بين 41 دولة، وفي مجال التنافسية للمعلم والمنهج والطالب كمثلث معدل الكويت 65 من بين 117 دولة، وعندما تكون نسبة الدروس الخصوصية في الكويت 88% ..! اذا لدينا مشكلة حقيقية في التعليم  ..
واضاف: عندما عملت في كلية العلوم جامعة الكويت لمدة عام ونصف العام اكتشفت ان نسبة الرسوب في الرياضيات بلغت 42% وفي اللغة الانجليزينة التي يدرسها الطالب لسبع سنوات قبل الجامعة كانت 70%، وعلى الرغم من ان التكلفة التعليمية للطالب في المدارس الحكومية تفوق 5 الاف دينار في حين ان متوسط تكلفة الطالب في المدارس الخاصة 3 الاف ونصف الا ان معدل التحصيل في المدارس الخاصة افضل بكثير من المدارس الحكومية، مما يدفع الكثير من الاباء لارسال ابنائهم للتعليم الخاص في السنوات الاولى من الدراسة وبعدما يكتسبوا خبرة كافية يتم تحويلهم للمدارس الحكومية بعد “التأسيس” .
واردف د. المطر قائلا: “اعتقد ان تطوير مؤسسة مجلس الامة من شأنه تطوير تنمية التعليم وغيرها من القضايا الهامة، ففي مجلس الامة الاخير على سبيل المثال، لم يكن هناك اي استشاري في اللجان الاعلامية، فاللجان هي المطبخ الرئيسي لمجلس الامة فالاعضاء ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة كل الامور، لذا يجب تعيين مستشاريين لمتابعة هذه المهام، واتوقع من المرأة حكمتها المعهودة في الاختيار بهذه الانتخابات ليس على اساس قبلي او قرابة او اي شيء اخر سوى الجودة والكفاءة.
ومن جهته قال مرشح الدائرة الثانية د.جمعان الحربش: “إن هذه اهم محاضرة لي منذ ان بدأت الحملة الانتخابية، فاختيار قضية محورية مثل التعليم في خضم الصراع السياسي لافتة كريمة يعود الفضل فيها للاخوات في اللجنة الاعلامية، وانا اتحدث اليوم ليس باعتباري مرشحا وإنما ابا يعاني مثل جميع الاباء في تعليم ابنائهم، فانا لدى ولد تحصيله جيد في الصف العاشر واخر متعثر في التحصيل في الصف الحادي عشر، وكنت اتوقع ان يحقق الاول تقدير يفوق 90% والاخر 80% الا انني فوجئت بان الاول اسامه حصل على تقدير 84 % والثاني معاذ 72.5% وعندما سألت عن اسباب تدني نسب التحصيل هذا العام قالوا لي ان نسبة النجاح في الصف العاشر لا تتعدى 22% وفي الصف الحادي عشر 32%.
وقال الحربش: تذكرون مظاهرة الطلبة عند وزارة التربية في هذا الوقت قعدت مع وزير التربية احمد المليفي وطلبت منه ان يجلس مع الطلبة ويعرف بنفسه طلباتهم واحتياجاتهم ووقتها رفض وقال ان الوكلاء بالوزارة سيقومون باللازم، ووقتها انخفضت النسبة المخصصة للمعلمين من 30 الى 4%، وقال ان هذا من شأنه ان يظهر المستوى الحقيقي للطالب، وبالامس سألت احد الاخوات في وزارة التربية عن صحة ما يتردد من اخبار حول صعوبة الاختبارات واكدت لي صحة الخبر وان الاختبارات كانت الصعوبة مبالغ فيها، وكانت نقلة كبيرة جدا حتى ان الطلبة المتفوقين اصيبوا باحباط نتيجة وجود اسئلة غير متوقعة وليست موجودة في المنهج، وهذا ما عزز لدى وجود نظيرة المؤامرة.
واردف الحربش ” القضية التعليمية تحتاج الى شغل مهني ليس موجود لدى وزارة التربية وقياداتها، ففي العام الماضي على سبيل المثال تم تهريب امتحانات الثانوية العامة عبر جهاز “الاي فون” ، واذكر تصريح موضي الحمود وقتها عندما تسائل البعض عن اسباب ارتفاع نسبة النجاح الى 97%  قالت تعليق مضحك مبكي بان “هذا يدل على ارتفاع مستوى التعليم في الكويت” ! اليس ابنائنا من تفوقوا هذا العام هم انفسهم من رسبوا في الاعوام التالية؟!.
واضاف: هناك مركز بالكويت يسمى المركز الوطني لتطوير التعليم في الافكار ما في افضل منه، ففلسفته تقوم على تطوير و تقويم الضعف الموجود في التعليم، ووقتها كان هناك صراع كبير مع وزيرة التربية عندما اكتشفنا أنهم اتوا بـ”أخ”  تخصصه مصرفي ، حيث يعمل مدير معهد الدراسات المصرفية لرئاسة المركز ! مما ادى الى اجتماع  14 عضو بالبرلمان مع رئيس الوزراء للوقوف عند هذا الامر، فليس من الطبيعي ان يتم المقايضة وتسيير الاعمال على حساب ابنائنا..
وتابع قائلا ” لست مع الكادر التعليمي الجديد ولكن همي الاساسي ان يقابل هذا الكادر جودة تعليمية ، وان نضع مشروع برنامج جودة التعليم ونتعاهد عليه، فتالتركيز على قضية تطوير التعليم عليها توافق وطني، والاخ احمد المليفي والنعم فيه، فهو مستقل ولا يتبع تيار معين، لكن نقول له يجب ان لا تخضع الوزارة للتدخلات السياسية ، فالحكومة لكي تشتري ولاء النواب وضعت التعليم ضمن السلع والمناقصات، واقول لهم اليوم ابعدوا التعليم عن هذه المناقصات.
اختتم حديثي بمفاجئة غير سارة عن جامعة الشدادية والتي من المفروض ان يتم تسليمها في عام 2014 الا ان الاخبار الجديدة تشير الى ان الموعد الاخير لاستلام الجامعة في 2022 وهو ما يعني ان اولادنا ليس امامهم سوى جامعة الكويت فقط للدراسة في هذه الفترة كما كان الحال في السنوات السابقة، وكأن هناك توجه ما لابتعاث الطلبة للدراسة في البلاد المجاورة بعيدا عن التنمية التعليمية في الكويت.
ومن جانبه قال استاذ اصول التربية رئيس مركز تطوير التعليم بوزارة التربية د.غازي الرشيدي: التعليم واقع وطموح واكثر من يعرف واقع التعليم هم اولياء الامور انفسهم مشيرا الى ان بعض الاحصائيات في المرحلة الابتدائية اكدت ان الاطفال من المرحلة الاولى الى الثالثة الابتدائي يحصلون على تقدير امتياز وذلك في اطار ما يسمى بالملف الانجازي، في حين يتراجع تحصيل الاطفال في المراحل التعليمية التالية وهي المرحلة المتوسطة والتي تسمى بالمرحلة ” المنسية” نظرا لعدم تركيز الاهالي والمسؤولين على هذه المرحلة، أما المرحلة الثانوية فهي اهم المراحل الدراسية على الاطلاق لأولياء الامور فتعاني من تراجع كبير في المستوى الدراسي نظرا للتخبط الواضح في النظام التعليمي المتبع من نظام الفصلين الى نظام الخلط والنظام الموحد وغيرها من الانظمة التي ادت الى تشكيل عبء نفسي ومادي شديدين على الاباء، وذلك نظرا لطبيعة النظام التعليمي في الكويت الذي منذ ان بدأ وهو في تغيير لا يتوقف.
وقال الرشيدي ” منذ ان بدأ التعليم الثانوي الموحد لن ينجح في الصف العاشر سوى 59% فقط من الطلبة، وبعد تخصيص 30% من الدرجات للمعلم، ارتفعت نسب النجاح بشكل كبير جدا بحيث بلغت 97% ،  وبالطبع نحن لسنا ضد نسب النجاح العالية ولكننا مع النسب التي تمت على اساس حقيقي وضد المفارقة الحالية بين ارتفاع نسب النجاح لدرجة ان يصبح كل الطلاب عباقرة في آن، وراسبين في آن أخر!.
وتابع قائلا ” ومن سلبيات النظام التعليمي ايضا تغيير آلية التقويم في شهر اكتوبر اي اثناء العام الدراسي، وهو ما رفضته ورفضه الجميع وتكلمت فيه بشكل شخصي مع قيادات التربية، وهذا النظام ولد مشوها لانه ليس من المعقول اجراء التغيير وسط العام الدراسي، ولذلك جاءت نتائج العام الدراسي الحالي متدنية للغاية حيث بلغت نسب النجاح في الصف العاشر 22% فقط، وفي الصف الحادي عشر 32% .
واضاف ” من المفارقة تدني مستوى التعليم في الكويت في الوقت الذي اشار فيه تقرير البنك الدولي الى ان دولة الكويت تحتل المرتبة الاولى في الدول الاعلى تكلفة للطلاب من الروضة الى الثانوية في العالم، متسائلا عن مدى انعكاس ذلك على التحصيل والمستوى الدراسي للطلبة ؟! ..وكشف الرشيدي عن تكلفة الطالب الواحد في المدارس الحكومية خلال مرحلة الروضة 4 الاف و300 دينار وفي المرحلة المتوسطة 4 و500 دينار والمرحلة الثانوية 4 الاف و800 قبل الكادر و5 الاف و500 بعد الكادر وذلك في العام الواحد.
واستنكر في الوقت نفسه احتلال الكويت ايضا النسبة الاعلى في العالم من حيث الانفاق على الدروس الخصوصية مقارنة مع عدد سكان الكويت، حيث ينفق مئات الملايين سنويا على الدروس الخصوصية، وهذا لا يشكبل عبء مادي فقط وإنما يشكل عبء معنوي على الطالب الذي يدرس على مدار اليوم في الصباح بالدوام الدراسي من السابعة وحتى الثانية عشر ومن الساعة الرابعة في دوام الدروس الخصوصية والذي يمتد في اغلب الاحيان الى الثامنة مساء.
وختم الرشيدي كلمته بالقول ” واقع التعليم لا يخفى على احد والطموح موجود لإصلاح التعليم وهو بالمناسبة سهل لكنه يحتاج الى ارادة قوية، ولسنوات كنت اطالب من المرشحيين في البرلمان الاهتمام بالقضية التعليمية وللحق لم تلقى هذه القضية اهتماما حقيقيا الا بعد ان دخلت المرأة الانتخابات، وانا على يقين ان المرأة ستشكل ضغط كبير على النواب.